السبت، 27 أغسطس 2016

سيد عصام: لن يسمح لك الروس بالعمل معهم!


 "أنا أشك جداً أن يسمح لك هؤلاء الروس المتعجرفون أن تعمل معهم، فهم لا يقبلون إلا من هو روسي الجنسية، ولا يستعينون بغير الروس إلا في الحالة القصوى وفقط في المجال التقني الذي لا يتوافر فيه من يسد الحاجة من الروس". دون بيلوتاس - المشرف العام لمنتديات كاسبرسكي مخاطباً العبد الفقير إلى الله.

كثيرة هي المرات التي أغلقت فيها مواضيعي في منتديات كاسبرسكي، بل وحذفت من الأساس، وفي كل الحالات وبدون استثناء، يكون إغلاق أو حذف الموضوع في غير محله، لأن المتابعين له كانوا يريدون معرفة نتيجة تحليل المشرف لذلك الفايروس وهل تم إضافة علاج له ولجميع مخلفاته ضمن قاعدة بيانات كاسبرسكي أم أنهم ما زالوا في حاجة لبرامج سرقيوة، ولكن من الواضح جداً أن إغلاق الموضوع هو مجرد فرار من الإحراج، لأنني أعلم علم اليقين أن تلك المخلفات لم  يكن كاسبرسكي بقادر على التعامل معها تلقائياً إلا عن طريق الدعم الفني المجاني الذي يوفره المنتدى، أو بالبريد الإلكتروني والذي يكون دائماً شرح لخطوات يدوية ليس كل المستخدمين يحبذونها.

دون بيلوتاس، المشرف العام لمنتديات كاسبرسكي، كان دائماً يخبرني أنه في صفي ويتعاطف معي، (هو دنماركي الجنسية بالمناسبة) ولكنه يضطر غالباً إلى التقيد بالسياسات التسويقية العامة للشركة، بل أنه أخبرني ذات مرة عن مدى كرهه لمن أسماهم: "الروس المتعجرفين"، وأنه يعتبر رؤساء الصحف الدنماركية التي نشرت الإساءات حول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مجرد "رجال جشعين ودنيئين" رغم أنهم من مواطنيه.

أذكر أنني طلبت منه مرة قبل سنوات أن يوصلني بأحد المبرمجين في المستويات العليا لشركة كاسبرسكي لأعرض عليه إمكانياتي في تطوير وتزويد كاسبرسكي بأفكار جديدة أرى أنه من الظلم ألا تكون متوفرة فيه، فهو البرنامج المفضل لدي، وأخبرته أنني صممت برنامجاً قادراً على إنهاء برنامج كاسبريسكي في جزء من الثانية، ليس هذا فحسب بل وعدم السماح له بالعمل أبداً على نفس الجهاز، وقلت له أنني طالماً فعلت هذا فأنا قادر على حماية كاسبرسكي من هجوم مماثل، لأن الذي يصنع المرض لابد أن يكون قادراً على صنع الدواء، وفعلاً أوصلني بالمبرمج المذكور (ذلك الروسي المتعجرف)، ولكنه نبهني قبل أن أتحدث إليه أن أجعل الأفكار التي أريد مناقشتها معه عائمة وبدون تفاصيل حتى لا تتسرب، كما قال لي وبالحرف الواحد ما يلي:

"يا سيد عصام، أنا أشك جداً أن يسمح لك هؤلاء الروس المتعجرفون أن تعمل معهم فهم لا يقبلون إلا من هو روسي الجنسية، ولا يستعينون بغير الروس إلا في الحالة القصوى وفقط في المجال التقني الذي لا يتوافر فيه من يسد الحاجة من الروس".

وفعلاً صدق ظني، ولم يكلف ذلك السينيور مبرمج نفسه حتى بالرد عليّ، وعند ظهور النسخة (تقريباً الثامنة أو التاسعة في ذلك الحين) وجدت أنهم استعانوا بمبرمج روسي يدعى "أوليغ زاتييف" لتطبيق فكرة برنامجي RRT لإزالة مخلفات الفايروسات، كما استخدموا نفس الأفكار الموجودة ببرنامجي الآخر CaSIR لإزالة الفايروسات التي لا يتضمنها كاسبرسكي في قاعدة بياناته.

أصارحكم القول، لم يكن طلبي هذا من أجل "سواد عيون كاسبرسكي"، ولا حباً في الروس، بل كان ناتجاً عن كون برنامج كاسبرسكي يقوم بمنع برنامجي CaSIR من أداء عمله بشكل صحيح بالرغم من أن CaSIR يستخدم أصلاً لإنقاذ كاسبرسكي (وإنقاذ غيره من برامج الحماية) من هجوم الفايروسات الشرسة، فقد كان الأمر كالآتي:

يهجم أحد الفايروسات الشرسة (غير المعروفة لكاسبرسكي) فيحطم كاسبرسكي ثم يمنع عمله وعمل أغلب مضادات الفايروسات العالمية، وهنا يأتي دور برنامج CaSIR فيقوم بحذف الفايروس وحذف مخلفاته وإعادة الحياة لكاسبرسكي من جديد، ولكن كاسبرسكي وحالما تعود إليه الحياة يتفطن إلى وجود برنامج CaSIR وحيث أن برنامج CaSIR يتصرف تصرفات مشبوهة (بالنسبة لكاسبرسكي) فإنه يصده ويوقف عمله (ما قدر على الحمار اتشطر على البردعة)، وينسى ان برنامج CaSIR هو الذي أعاد الحياة إليه، وهنا يصاب الجهاز بحالة توقف وشلل تام، ونظراً لأن هذه الحالة تحدث بعد استخدام برنامج CaSIR مباشرة فإن بعض زبائني الذين حدثت مهم هذه المشكلة (وهم عادة أمريكان) كانوا يشتكون ويتذمرون ويظنون أن برنامجي هو السبب، ومن أجل هذا طلبت من شركة كاسبرسكي أن تسمح لي بإضافة روتينات إلى برنامج CaSIR للتحكم بكاسبرسكي (بمنعه من العمل) حتى ينهي CaSIR عمله ثم أسمح لكاسبرسكي بالعمل من جديد، ولكنهم رفضوا مجرد الفكرة، وحذروني إن أنا فعلت ذلك أن يضاف برنامج CaSIR إلى قاعدة بيانات كاسبرسكي على أنه برنامج خبيث (فايروس)، فبالنسبة لهم، فإن أي برنامج يحاول إيقاف كاسبرسكي عن العمل (ولو لأغراض حسنة النية) هو برنامج خبيث، وهذا بالطبع يعني نهاية سمعة برنامجي، لأن الناس تثق في برنامج كاسبرسكي أكثر مائة ألف مرة من برنامجي!

من أجل هذا طلبت منهم أن يسمحوا لي إذن أن أبين لهم كيفية تزويد كاسبرسكي بحماية ذاتية أقوى حتى لا تقوم مثل تلك الفايروسات الشرسة أصلاً بتحطيمه فلا يعود المستخدمون بحاجة إلى استخدام برنامج CaSIR لإنقاذ كاسبرسكي أو غيره، (لاحظوا أنني كنت أضحي ببرنامجي من أجل برامجهم، وسبب هذه التضحية ليس حباً فيهم أو خوفاً على مصلحتهم، بل خدمة للمستخدمين في كل أنحاء العالم ولو على حساب برنامجي). ومع ذلك رفضوا!

تتمة القصة: بعد عدة أشهر صدرت نسخة جديدة من كاسبرسكي، وإذ بها قد زودت بتقنيات مقاربة لما كنت أود عرضها عليهم، ولم يعد كاسبرسكي سهل الإنهاء كما كان في السابق، وبدون جميلك يا سيد عصام.

ربما يكون لحديث الذكريات بقية بحول الله وقوته.


هناك 5 تعليقات:

  1. ما في غيري يا عصام علق على الموضوع و يمكن لاني الوحيد يللي كنت أشاهد ما كان بتلك اﻷثناء و لحد اﻵن نتواصل
    للأسف الروس تحديداً عنصريون فوق الحد الطبيعي (بالمناسبة الدانماركيين و الاسكندنافيين بشكل عام أقل تطرف)

    ردحذف
    الردود
    1. بالنسبة لتعليقك يا قصي لا أحد الآن يتصفح المدونات والمنتديات إلا "الغيكس" مثلي ومثلك، ففي ليبيا يظن الناس أن الإنترنت هو فيسبوك، وفي السعودية يظنون أن الإنترنت هو تويتر وانستغرام وهكذا... أما بالنسبة للحكاية حول الروس والدينمارك، فقد كانت تلك شهادة دينماركي يعمل مديراً لمنتدى روسي، فهو ولا شك خبير بالطرفين.

      حذف
  2. فعلا الروس ناس دماغها ناشفة زى الصعايدة عندنا فى مصر و أيضا زى الكثير من القبائل فى ليبيا

    تحية للاخ قصى

    و انا ايضا كنت من المتابعين للموضوعات فى منتدى الحماية بخصوص النقاشات فى مندى كاسبرسكى

    ردحذف
  3. سيد عصام انا اتابع موقعك و مدونتك منذ فترة, على كل حال, سؤالي هو لماذا لم يستمر و يكبر مشروع مضاد الفيروسات الخاص بك ؟

    ردحذف
    الردود
    1. أخي الكريم. مشروع مضاد الفايروسات بدأت فيه بالفعل قبل سنة 2010 وقطعت فيه شوطاً لكن نظراً للصعوبات والعراقيل التي واجهتني والتي شرحتها في تدوينة سابقة لي بعنوان: "لماذا أُغلق موقع سرقيوة بعد كل هذه النجاحات؟" اضطررت لإنهاء جميع نشاطاتي البرمجية بخصوص الفايروسات وبيع حقوق كل برمجياتي المكتمل منها وغير المكتمل ومن بينها مشروع مضاد الفايروسات والذي انتقلت ملكيته الآن إلى المهندس الأمريكي الذي تحدثت عنه في تلك التدوينة. شكرا لك على المشاركة.

      حذف