‏إظهار الرسائل ذات التسميات برنامج. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات برنامج. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 29 أغسطس 2016

أغبى هاكر على وجه الأرض!

سأحكي لكم اليوم حادثة وقعت معي قبل سنوات، وبالصدفة وأنا أتصفح بحثاً عن روابط جديدة تشير لأحد برامجي، وقد كانت هذه عادتي للاطمئنان إلى عدم وجود غش أو تلاعب أو انتهاك لحقوقي. وجدت رابط ضمن موقع مشهور جداً وهو موقع إسلامي يحوي منتديات معروفة ويؤسفني عدم ذكر اسمه.

وجدت مشاركة لأحد أعضاء ذلك المنتدى يشير إلى حل لمشكلة أحد الفايروسات ويعرض أداة لإزالته (وهي من برمجتي) ولكنه لم يضع رابط التحميل الرسمي لموقعي بل وضع الأداة في موقع للتحميل المجاني كمرفقات، وعندما قمت بتنزيل المرفق تبين لي أن الأداة هي فعلاً أداتي وبنفس حقوق الملكية والشكل والعمل مع فارق بسيط هو أن صاحبنا هذا دمجها مع فايروس للتجسس على ضربات لوحة المفاتيح لسرقة كلمات المرور.

كانت الأداة تبدو عادية جدا للمستخدم العادي، ولكن الفايروس المدمج معها يقوم بالعمل بالخفاء بدون علم المستخدم، فيتجسس على كل ما يكتبه الضحية ويرسله إلى ذلك الهاكر. ويبدو من عداد التنزيل أن زواراً كثر لذلك المنتدى قاموا بتنزيل الأداة المفخخة. لقد كان واضحاً جلياً أن هذا الشخص يستغل شهرة أحد أدواتي ليدمج معها فايروس للتجسس، فتخيلوا مدى الجرم الذي يفعله في حق المستخدمين، ثم تخيلوا مدى الجرم الذي يلحقه بي وبسمعتي إذا كشف أمر الأداة بواسطة مضادات الفايروسات العالمية، لأن أول ما يتبادر للذهن أنني أنا هو الشخص الذي فخخ الأداة لتنفيذ أغراض دنيئة.

التفريق سهل طبعاً بين الأداة الأصلية والمفخخة:

أولاً أنا لا أصمم برامج مجانية لإزالة أحد الفايروسات يزيد حجمها عن 50 كيلوبايت لأنني ببساطة أعتبر أن حجماً أكثر من هذا هو امتهان لذكاء الشفرة المستخدمة، أما الأداة المفخخة فحجمها يجاوز ال 500 كيلوبايت.

ثانياً: في موقعي الشخصي كنت أنشر أرقام شفرات (MD5) لكل البرامج التي أقوم بتصميمها وعند المقارنة يتضح الفارق والتزييف.

وكنت أكرر أن كل من يقوم بتحميل أي أبرنامج من برامجي عليه أن يقوم بتحميله من روابط موقعي ويقارن مواصفات البرنامج بنسختيه فإن وجد فارقاً في الحجم ولو بايت واحد فعليه بدون تردد أن يستخدم البرنامج المحمل من موقعي . والغريب أن الشخص الذي فخخ برنامجي بلغ به الغباء أنه لم يجعل فقط حجم الأداة المزيفة أكبر بكثير من الأصلية بل ترك معلومات جهازه واسمه مسجلة داخل شفرة البرنامج، وقد كانت تلك هي الضربة القاضية، فبواسطتها تمكنت من التعرف عليه باسمه الحقيقي وايميله وعنوانه وموقعه وحتى صورته الشخصية!

بعد أن تعرفت على شخصية الهاكر، أرسلت رسالة احتجاج  لإدارة ذلك الموقع وكذلك إلى الهاكر، وانتظرت الإجابة وتركت الموضوع لبعض الوقت، فلم أحصل على رد مناسب، فكتبت لهم تحذيراً بأني سأضطر لذكر اسم موقعهم ووضع رابط المشاركة، كما سأضطر لذكر اسم الشخص الذي قام بتفخيخ برنامجي على الملأ في جميع المواقع والمنتديات التي أكتب بها. ولكن لم أتلق أي رد منه ولا من الموقع!

حين طال انتظاري أكثر من اللازم، اضطررت لتنفيذ وعيدي، ففضحت الموقع على الملأ، وفضحت الشخص المعني، ولم أترك معلومة عنه إلا ذكرتها، اسمه الحقيقي وايميله وعنوانه وموقعه وعنوان سكنه والجامعة التي يدرس بها والنادي الذي يتردد عليه وحتى صورته الشخصية وهو يتناول البيتزا، حتى خيل لي أني نسيت فقط أن أنشر مقاس حذائه أجلكم الله! وحين فعلت ذلك لم يمر يومين حتى اتصل بي والدموع تسيل على خديه أنهاراً، أرجوك يا عصام أمسح ما كتبته عني، لقد أخطأت في حقك وأنا نادم أشد الندم، لقد أصبحت أضحوكة بين أهلي وأصدقائي ومعارفي، أرجوك!

حين اعتذر، وبهذه الطريقة المؤسفة، شطبت كل شيء، ومسحت كل شيء كتبته عنه، وراسلت شركة كاسبرسكي وأعطيتهم الأداة المفخخة بنفسي وشرحت لهم القضية بكل تفاصيلها وانتهت القضية وتم تعميم الفايروس الجديد على كل مضادات الفايروسات العالمية بدون ذكر اسم الشخص المعني. وحين أخبرته بذلك شكرني ودموع الفرح تسيل على خديه، ولكن للأسف كانت بعض المنتديات التقفت مقالتي المشهرة ونشرتها لديها، فاتصل بي من جديد ورجاني أن أتدخل لأنه راسلهم ولم يمسحوا المقالة المنقولة. ولم أخيب ظنه حتى هذه المرة، واتصلت بكل المنتدات التي نشرت المقالة وطلبت منهم أن يحذفوا المقالة، فحذفوها، وعفا الله عما سلف.

الحقيقة لم أكن أريد فضح ذلك الشخص بهذا الشكل، ولكن أعيتني الحيلة ونفذ صبري من تجاهله لي واستهتاره بي وبسمعتي وبأمن وسلامة وخصوصية المستخدمين في كل أنحاء العالم. خاصة وأن ذلك الفايروس الذي زرعه ذلك الشخص في برنامجي غير معروف ولم يكتشف بعد بواسطة مضادات الفايروسات العالمية لأنه فايروس نكرة من شخص نكرة. كذلك فحين أقارن فضحه بما كان سيلحقه عمله الدنيء بسمعتي كمبرمج على أول الطريق أدرك أن ذلك الشخص قد أجرم في حقي بفعله هذا وأجرم في حق جميع المستخدمين وأقل جزاء يستحقه وهو فضحه على العلن.

لقد كان ذلك درساً لا أظن أنه سينساه!


السبت، 27 أغسطس 2016

سيد عصام: لن يسمح لك الروس بالعمل معهم!


 "أنا أشك جداً أن يسمح لك هؤلاء الروس المتعجرفون أن تعمل معهم، فهم لا يقبلون إلا من هو روسي الجنسية، ولا يستعينون بغير الروس إلا في الحالة القصوى وفقط في المجال التقني الذي لا يتوافر فيه من يسد الحاجة من الروس". دون بيلوتاس - المشرف العام لمنتديات كاسبرسكي مخاطباً العبد الفقير إلى الله.

كثيرة هي المرات التي أغلقت فيها مواضيعي في منتديات كاسبرسكي، بل وحذفت من الأساس، وفي كل الحالات وبدون استثناء، يكون إغلاق أو حذف الموضوع في غير محله، لأن المتابعين له كانوا يريدون معرفة نتيجة تحليل المشرف لذلك الفايروس وهل تم إضافة علاج له ولجميع مخلفاته ضمن قاعدة بيانات كاسبرسكي أم أنهم ما زالوا في حاجة لبرامج سرقيوة، ولكن من الواضح جداً أن إغلاق الموضوع هو مجرد فرار من الإحراج، لأنني أعلم علم اليقين أن تلك المخلفات لم  يكن كاسبرسكي بقادر على التعامل معها تلقائياً إلا عن طريق الدعم الفني المجاني الذي يوفره المنتدى، أو بالبريد الإلكتروني والذي يكون دائماً شرح لخطوات يدوية ليس كل المستخدمين يحبذونها.

دون بيلوتاس، المشرف العام لمنتديات كاسبرسكي، كان دائماً يخبرني أنه في صفي ويتعاطف معي، (هو دنماركي الجنسية بالمناسبة) ولكنه يضطر غالباً إلى التقيد بالسياسات التسويقية العامة للشركة، بل أنه أخبرني ذات مرة عن مدى كرهه لمن أسماهم: "الروس المتعجرفين"، وأنه يعتبر رؤساء الصحف الدنماركية التي نشرت الإساءات حول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مجرد "رجال جشعين ودنيئين" رغم أنهم من مواطنيه.

أذكر أنني طلبت منه مرة قبل سنوات أن يوصلني بأحد المبرمجين في المستويات العليا لشركة كاسبرسكي لأعرض عليه إمكانياتي في تطوير وتزويد كاسبرسكي بأفكار جديدة أرى أنه من الظلم ألا تكون متوفرة فيه، فهو البرنامج المفضل لدي، وأخبرته أنني صممت برنامجاً قادراً على إنهاء برنامج كاسبريسكي في جزء من الثانية، ليس هذا فحسب بل وعدم السماح له بالعمل أبداً على نفس الجهاز، وقلت له أنني طالماً فعلت هذا فأنا قادر على حماية كاسبرسكي من هجوم مماثل، لأن الذي يصنع المرض لابد أن يكون قادراً على صنع الدواء، وفعلاً أوصلني بالمبرمج المذكور (ذلك الروسي المتعجرف)، ولكنه نبهني قبل أن أتحدث إليه أن أجعل الأفكار التي أريد مناقشتها معه عائمة وبدون تفاصيل حتى لا تتسرب، كما قال لي وبالحرف الواحد ما يلي:

"يا سيد عصام، أنا أشك جداً أن يسمح لك هؤلاء الروس المتعجرفون أن تعمل معهم فهم لا يقبلون إلا من هو روسي الجنسية، ولا يستعينون بغير الروس إلا في الحالة القصوى وفقط في المجال التقني الذي لا يتوافر فيه من يسد الحاجة من الروس".

وفعلاً صدق ظني، ولم يكلف ذلك السينيور مبرمج نفسه حتى بالرد عليّ، وعند ظهور النسخة (تقريباً الثامنة أو التاسعة في ذلك الحين) وجدت أنهم استعانوا بمبرمج روسي يدعى "أوليغ زاتييف" لتطبيق فكرة برنامجي RRT لإزالة مخلفات الفايروسات، كما استخدموا نفس الأفكار الموجودة ببرنامجي الآخر CaSIR لإزالة الفايروسات التي لا يتضمنها كاسبرسكي في قاعدة بياناته.

أصارحكم القول، لم يكن طلبي هذا من أجل "سواد عيون كاسبرسكي"، ولا حباً في الروس، بل كان ناتجاً عن كون برنامج كاسبرسكي يقوم بمنع برنامجي CaSIR من أداء عمله بشكل صحيح بالرغم من أن CaSIR يستخدم أصلاً لإنقاذ كاسبرسكي (وإنقاذ غيره من برامج الحماية) من هجوم الفايروسات الشرسة، فقد كان الأمر كالآتي:

يهجم أحد الفايروسات الشرسة (غير المعروفة لكاسبرسكي) فيحطم كاسبرسكي ثم يمنع عمله وعمل أغلب مضادات الفايروسات العالمية، وهنا يأتي دور برنامج CaSIR فيقوم بحذف الفايروس وحذف مخلفاته وإعادة الحياة لكاسبرسكي من جديد، ولكن كاسبرسكي وحالما تعود إليه الحياة يتفطن إلى وجود برنامج CaSIR وحيث أن برنامج CaSIR يتصرف تصرفات مشبوهة (بالنسبة لكاسبرسكي) فإنه يصده ويوقف عمله (ما قدر على الحمار اتشطر على البردعة)، وينسى ان برنامج CaSIR هو الذي أعاد الحياة إليه، وهنا يصاب الجهاز بحالة توقف وشلل تام، ونظراً لأن هذه الحالة تحدث بعد استخدام برنامج CaSIR مباشرة فإن بعض زبائني الذين حدثت مهم هذه المشكلة (وهم عادة أمريكان) كانوا يشتكون ويتذمرون ويظنون أن برنامجي هو السبب، ومن أجل هذا طلبت من شركة كاسبرسكي أن تسمح لي بإضافة روتينات إلى برنامج CaSIR للتحكم بكاسبرسكي (بمنعه من العمل) حتى ينهي CaSIR عمله ثم أسمح لكاسبرسكي بالعمل من جديد، ولكنهم رفضوا مجرد الفكرة، وحذروني إن أنا فعلت ذلك أن يضاف برنامج CaSIR إلى قاعدة بيانات كاسبرسكي على أنه برنامج خبيث (فايروس)، فبالنسبة لهم، فإن أي برنامج يحاول إيقاف كاسبرسكي عن العمل (ولو لأغراض حسنة النية) هو برنامج خبيث، وهذا بالطبع يعني نهاية سمعة برنامجي، لأن الناس تثق في برنامج كاسبرسكي أكثر مائة ألف مرة من برنامجي!

من أجل هذا طلبت منهم أن يسمحوا لي إذن أن أبين لهم كيفية تزويد كاسبرسكي بحماية ذاتية أقوى حتى لا تقوم مثل تلك الفايروسات الشرسة أصلاً بتحطيمه فلا يعود المستخدمون بحاجة إلى استخدام برنامج CaSIR لإنقاذ كاسبرسكي أو غيره، (لاحظوا أنني كنت أضحي ببرنامجي من أجل برامجهم، وسبب هذه التضحية ليس حباً فيهم أو خوفاً على مصلحتهم، بل خدمة للمستخدمين في كل أنحاء العالم ولو على حساب برنامجي). ومع ذلك رفضوا!

تتمة القصة: بعد عدة أشهر صدرت نسخة جديدة من كاسبرسكي، وإذ بها قد زودت بتقنيات مقاربة لما كنت أود عرضها عليهم، ولم يعد كاسبرسكي سهل الإنهاء كما كان في السابق، وبدون جميلك يا سيد عصام.

ربما يكون لحديث الذكريات بقية بحول الله وقوته.