‏إظهار الرسائل ذات التسميات سرقيوة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سرقيوة. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 5 سبتمبر 2016

مواقيت الصلاة لمدينة درنة - ليبيا

أذكر أنني قبل عشر سنوات من الآن، ومع بداية انطلاق موقعي الشخصي، بحثت عن صفحة ويب بسيطة تعرض مواقيت الصلاة لمدينتي (مدينة درنة)، لأدرجها ضمن الموقع، فلم أجد إلا واحدة أو اثنتين عامّتين لكل مناطق ليبيا، ويختلف قيهما التوقيت الخاص بمدينة درنة عن التوقيت الحقيقي بفارق قد يصل إلى أربع دقائق، وكان ذلك راجعاً لاتباعها طريقة الحساب. أما بقية المواقع العالمية والتي كانت تعرض خدمة التزويد بمواقيت الصلاة حسب الحسابات التي تجريها بناءً على خطوط الطول والعرض فقد كانت كلها غير مجدية، والفارق في التوقيت فيها وصل إلى أكثر من 7 دقائق خاصة في صلاتي الفجر والعشاء!

أذكر جيداً العوائق التي صادفتني حينها فقط لأني أردت صفحة بسيطة تعرض مواقيت الصلاة لمدينتي الحبيبة درنة، وصدقوني لم أفلح حينها في الحصول على واحدة بسيطة ودقيقة وفعالة!

نعم... تعرفون الباقي... صممت واحدة بنفسي، بسيطة ودقيقة، وتعرض مواقيت الصلاة حسب سجلات هيئة الأوقاف الليبية الخاصة بمدينة درنة، وتحدث نفسها بنفسها كل يوم.

أفتح الصفحة من هنا


السبت، 3 سبتمبر 2016

لماذا أُغلق موقع سرقيوة بعد كل هذه النجاحات؟!



 هذا موضوع طويل، وكان في بالي أن أجعله أول موضوع أكتب عنه عند افتتاح مدونتي الجديدة هذه قبل شهر من الآن لكي يكون تفسيراً لسبب توقفي عن البرمجة والتجارة الإلكترونية وإغلاق موقعي والكتابة في مدونة مجانية. لكني كتبته الآن في التدوينة رقم 50 وسأختصره بقدر الإمكان وبالقدر الذي يحيط بأهم الأسباب.

كانت انطلاقة موقع سرقيوة بداية سنة 2007، وكان من بدايته يحمل على عاتقه مهمة توعية المستخدمين (خصوصاً الناطقين بالعربية) بضرورة تجنب البرامج المقرصنة واحترام حقوق الملكية الفكرية للغير، مع مطالبة الجهات المختصة بسن القوانين التي تحمي حقوق المبرمجين في الدول العربية لكي يمكنهم الاستمرار في عملهم. كذلك كان من بين أهداف الموقع توعية المستخدمين بأخطار الإنترنت ومساعدتهم على التخلص من الفايروسات وغيرها من البرامج الضارة وبدون مقابل.

بالتوافق مع ذلك، تم إنتاج برامج وأدوات مجانية وغير مجانية، وتم طرحها في السوق المحلية وعلى الإنترنت، وقد لاقت هذه البرامج شهرة واسعة وشهد لها القاصي والداني بفعاليتها في إزالة الفايروسات وإصلاح الأعطال الناجمة عنها. وقد حقق موقع سرقيوة نتيجة لشهرة هذه البرامج شهرة عالمية، بحيث لم تبق بقعة على سطح الأرض إلا وكان لها نصيب من زيارات الموقع والاستفادة من خدماته.

غير أنه ومع بداية سنة 2014 قررت بيع الموقع بكل محتوياته من برامج وخدمات مجانية وغير مجانية، وهذا ما حصل فعلاً. كان المشتري مهندساً إنشائياً أمريكياً لم يكن يربطني به سابق معرفة، بل اشتراه بعد المزايدة عليه في سوق بيع المواقع الالكترونية، وكان السعر أقل من أن يذكر: 6000 دولار أمريكي. وبهذا انتقلت حقوق ملكية الموقع وجميع محتوياته من برامج وخدمات لهذا الشخص ولم يعد لي أنا نفسي الحق في بيعها ولا حتى استخدامها إلا بإذن منه.

العجيب والغريب في أمر هذا المهندس، هو أنه وبمجرد أن اشترى الموقع، مسح جميع محتوياته وتركه فارغاً، سواء القسم الإنجليزي أو العربي، وما زال فارغاً حتى لحظة كتابة هذه السطور. رغم أنه كان يمكن أن يستفيد من شهرته على الأقل في الدعاية لمنتجاته الخاصة، هذا إن كانت له منتجات خاصة. وكان يمكن أن يستفيد من البرامج فيبيعها ويحقق الأرباح. حتى الموقع العربي كان من الممكن أن يستفيد منه، حيث كان يمكنه عمل تحويل للروابط وكلمات البحث في غوغل التي تشير لآلاف المواضيع والمقالات المشهورة ضمن موقع سرقيوة وإعادة توجيهها لموقعه الخاص. ولكنه لم يفعل شيئاً من ذلك، بل حذف الموقع بالكامل بكل محتوياته، وكأن كل ما كان يهمه إغلاق الموقع وحذف محتوياته من برامج وخدمات!

الآن سآتي إلى المهم، وهو الأسباب التي دعتني إلى بيع وإغلاق الموقع، وسوف أختصرها في عدة نقاطة بشكل مباشر حتى لا أطيل أكثر من اللازم:

1. كان معدل الزوار اليومي منذ سنة 2007 وحتى سنة 2013 هو 8 آلاف زائر في اليوم. وكانت الزيارات أكثر من ذلك بكثير. وفي أوقات الذروة، وصل زوار الموقع في اليوم الواحد إلى 100 ألف زائر. وبلغت الزيارات الملايين. كان ذلك يشكل ثقلاً على خطة الاستضافة التي أحجزها، فلم تكن مواردها كافية لتغطية هذا الزخم. ولطالما تلقيت رسائل من شركة الاستضافة بضرورة الوصول إلى حل وإلا يتم إغلاق الموقع. كان الحل المطروح هو الانتقال إلى مزود مخصص للموقع، لكن تكلفة هذا المزود كانت أكبر من ميزانيتي، ولهذا كنت أمام أحد خيارين: إما حجر المزود المخصص أو إغلاق الموقع. وحيث أن مردود الموقع لم يكن ليغطي تكلفة المزود المخصص لأسباب سأذكرها لاحقاً فقد قررت إغلاقه.

2. كما ذكرت سابقاً، لم يبق من برامجي غير المجانية برنامج واحد لم يكسره الهاكر الأمريكان والأوربيون والروس والصينيون، وكان المستخدمون الذين أمضيت في خدمتهم بلا مقابل لسنوات (خصوصاً الناطقون بالعربية) يتسابقون لتحميل برامجي المسروقة من مواقع القرصنة الغربية، ولم يفلح مشواري الطويل في توعية هؤلاء المستخدمين بضرورة احترام حقوق الغير، على الأقل حقوق أخيهم العربي المسلم الذي طالما ساعدهم مجاناً. ولكن هيهات هيهات. ولهذا لم يعد مردود الموقع يكفي حتى لتغطية تكاليف استضافته.

3. سوق البرمجيات العالمي كان أشبه بغابة يأكل فيها القوي الضعيف. كانت برامجي (ككل برامج المبرمجين المستقلين) تجابه بحرب شعواء من قبل شركات الحماية الكبرى (ككاسبرسكي وآفيرا ومكافي وغيرها). ولطالما تم التقاط برامجي بشكل خاطئ (بشكل متعمد أو غير متعمد لا أدري) وتصنيفها على أنها هي نفسها فايروسات، الأمر الذي ساهم في تلطيخ سمعة موقعي وبرامجي بشكل كبير جداً. فالزبون الذي يقوم بتحميل أحد برامجي ثم يفحصه بالفايروس توتال فيجد أنه ملوث بالفايروسات لا يعود يثق في برامجي ولا موقعي ويذهب بدون رجعة، بل وينشر كلاماً سيئاً عن تجربته.

4. كان صانعو الفايروسات مسماراً آخر دق في نعش نشاطي ولأكثر من مرة، فقد كان هؤلاء الخبثاء يضعون موقعي في شفرات فايروساتهم بحيث تمنع المستخدم من زيارة موقعي، والسبب طبعاً هو قطع الطريق على المستخدم حتى لا يقوم بتحميل أحد برامجي ليستخدمه في إزالة الفايروس.

5. كان هناك الكثير من المبرمجين المستقلين من أوربا وأمريكا واستراليا في حالة تنافس شديد معي، وقد لجأ هؤلاء إلى طرق خبيثة وغير مهنية في التنافس، فقاموا بالاتفاق مع أحد المواقع المشهورة التي كانت تهتم بتصنيف المواقع الجديدة، وتم وضع عنوان موقعي في تلك القوائم على أنه موقع للنصب والاحتيال. وحيث أن هؤلاء كانوا أوربيين وأمريكيين، فقد كان المستخدمون يثقون فيهم أكثر مما يثقون في موقعي بكثير، ولم يفلح دفاعي عن نفسي وعن موقعي في إزالة تلك السمعة.

6. لم يكن الموقع يحقق عائداً يذكر من وراء الدعاية والإعلان، فرغم أن خدمة Google AdSense كانت تعمل، إلا أنني كنت أحيطها بقيود صارمة يحتمها علي ديننا الإسلامي الحنيف (وللأسف يغفل عن ذلك كثير من أصحاب المواقع العربية). فلم يكن مسموحاً في موقعي بالدعاية لمواقع التبشير النصرانية والهرطقة الدينية، ولا المواقع الإباحية، ولا مواقع القمار، ولا الأفلام، ولا الأغاني، ولا مستحضرات التجميل، ولا الملابس الغربية بما تحويه من صور ومقاطع تخدش حياء المسلم ولا غيرها مما يتعارض مع ديننا وعاداتنا، وهي عادة كل ما تقدمه هذه الخدمة ويحقق الأرباح. وحيث أنها كانت مقيدة بقيود صارمة كتلك، فقد كان حضور تلك الخدمة كغيابها، ولهذا أغلقتها في آخر المطاف.

7. نتيجة للأوضاع البائسة التي عاشتها بلدي الحبيبة ليبيا (وما تزال تعيشها) من الانقطاع المتواصل والمتكرر لخدمات الإنترنت والكهرباء وإغلاق المصارف وغياب الخدمات المالية الالكترونية، فقد كان لذلك التأثير السيء على تجارتي. كمثال على ذلك لمجرد المثال وليس الحصر، كان الزبون الأمريكي يشتري أحد برامجي على الإنترنت، ثم يتوقع أن يحصل على بيانات الترخيص فوراً، ولكن الإنترنت  أو الكهرباء تكون مقطوعة، فلا أتمكن من إرسال بيانات الترخيص في الوقت المحدد، وحيث أن هذا مخالف لاتفاقية البيع، فإن الزبون يسترد ما دفعه مع تغريمي غرامة تأخير تؤخذ من حسابي. فأصبح حسابي يتناقص ولا يزيد، كما أن الزبون الذي يصادف هذه التجربة يرحل ولا يعود، بل وينشر عني وعن موقعي سمعة سيئة. فكلمة: "الضي كان هارب"، أو: "المصرف مسكر"، أو: "قذيفة عشوائية طاحت جنب حوشنا" لا يعرف هؤلاء حتى معناها فضلاً عن أن يعتبروها أعذاراً تبرر لي تعطيل مصالحهم. ولهذا أغلقت البيع تماماً لأن بقاء حسابي كما هو أفضل على الأقل من تناقصه.

8. طوال فترة وجود موقع سرقيوة في الخدمة، كنت أنا الوحيد المسؤول عن كل شاردة وواردة فيه. كنت أتولى تصميم الموقع، وبرمجة البرامج والأدوات، والرد على زبائني عبر البريد، وكتابة المقالات التوعوية في الموقع، ومساعدة الطابور الطويل من المستخدمين الذين ينتظرون الرد عبر المنتدى وعبر البريد، والرد على المقالات في المواقع الغربية، وإدارة المبيعات والتسويق والدعاية والإعلان والعلاقات العامة. لم يكن لي من معين إلا الله سبحانه، وحيث أن هذه الأعمال هي أكثر مما يستطيع أن يقوم به شخص واحد، وإن كان ذا إرادة حديدية، بدون أن تكون على حساب صحته وحياته الشخصية فأنه عاجلاً أو آجلاً سيتوقف. وهذا ما حصل بالفعل.

9. في بداية سنة 2014 واجهتني مشكلة مالية شخصية، وكنت في أمس الحاجة لمبلغ 10 آلاف دينار ليبي بشكل عاجل لتسديد التزام ملح. وحيث أن الاستلاف من الناس هو آخر ما أفكر فيه، فقد عزمت أمري وعرضت الموقع للبيع، وقد كان السعر مقارب لما كنت في حاجة إليه، ولهذا بعته بلا تردد، ووفيت بالتزامي المالي وانتهت مشكلتي المالية بحمد الله ومنته.

10. مع بداية شهر 10 سنة 2013 بدأت ببرمجة منظومة مرتبات للقطاع العام، وذلك حسب طلب وتكليف من مسؤول قطاع التربية والتعليم درنة. وانتهيت منها مع نهاية شهر 12 سنة 2013 ودخلت الخدمة فعلياً كأول منظومة تدعم الرقم الوطني في درنة مع بداية شهر 1 سنة 2014 وما زالت حتى تاريخه في الخدمة، وهي التي يتم من خلالها الآن كل ما يتعلق بمرتبات موظفي قطاع التربية والتعليم بمدينة درنة والبالغ عددهم أكثر من 15000 موظف. وحيث أن المنظومة تحتاج للتطوير والتحديث والتغيير بشكل مستمر تبعاً لتغير القوانين واللوائح والقرارات المعمول بها في البلاد، لم يكن لي خيار إلا التوقف عن أي نشاط جانبي آخر وتفريغ نفسي لعملي الحكومي بشكل كامل.

لأجل هذه الأسباب، وغيرها كثير مما لم يتسع المقام لذكره، أغلقت موقع سرقيوة. واستمر الإغلاق لسنتين، ثم ها أنا أرجع للنشاط والكتابة والبرمجة من جديد، ولكن على هامش عملي وحياتي الشخصية، وفي أوقات فراغي فقط. وقد اخترت مدونة مجانية، حتى أرتاح من مشاكل خطط الاستضافة والمزودات المخصصة وتعذر إمكانية تسديد الفواتير الالكترونية التي لم تعد متوفرة بسبب غياب الخدمات المالية الالكترونية في مناطق شتى من البلاد، واخترت مدونات بلوجر بالذات لما هو معروف عن شركة غوغل الغنية عن التعريف من موثوقية واعتمادية.

هذا،  والحمد لله من قبل ومن بعد.


الموقع العربي الأول (والوحيد) الذي يدخل قائمة أعداء الفايروسات

 قبل سنوات، وعندما بدأت بنشر برامجي على موقعي الشخصي وبدأت بالانتشار عالمياً، قال لي أحدهم: "لا تفرح كثيراً فسوف يأتي من يقوم بعمل كراك لبرامجك وستخسر لا محالة". قلت له يومها حرفياً: "سوف يكون من دواعي سروري وفخري لو قام أحد الأمريكيين أو الأوربيين بعمل كراك لأحد برامجي، وسوف يكون ذلك الكراك هو وسام أعلقه على صدري كأول مبرمج عربي لبرامج الحماية تم تصميم كراك له من قبل مبرمجين غربيين لأن هذا يعني أن برامجي مهمة وذات فائدة لدرجة أن الأمريكان والأوربيين صمموا لها كراك.

هذا ما حصل فعلاً، ففي أول شهر يونيو من عام 2007 قام أحد المبرمجين الهولنديين بتصميم أول كراك لأحد برامجي وهو برنامج CaSIR ثم تبعه آخرون حتى لم يبق من برامجي برنامج واحد لم يتم عمل كراك له، وبقدر ما أحزنني ذلك لضياع تجارتي بقدر ما أفرحني تسابق المبرمجين على عمل كراك لبرامجي.

بعد ذلك بسنتين، وتحديداً في بداية شهر مايو 2009 اكتشفت أمراً آخر من نفس القبيل، رغم أنه حدث من عدة شهور، وربما أكثر، إلا أنني لم أكتشفه إلا ذلك اليوم. وجدت بعض الفايروسات ومنها:

فايروس W32.SillyFDC.BBS حسب تسمية شركة سيمانتيك
فايروس MSNWorm.FH حسب تسمية شركة باندا 
فايروس Trojan:Win32/SystemHijack.gen حسب تسمية شركة مايكروسوفت

هذه الفايروسات لها أضرار مختلفة، ولكنها تشترك في أمر واحد، وهو وضع قيود على تصفح الضحية للإنترنت من جهازه بحيث تمنعه من زيارة مواقع معينة، وهي المواقع الخاصة بشركات مضادات الفايروسات العالمية مثل كاسبرسكي وسيمانتيك وبيتديفندر ونود32 وآفيرا وغيرها من المواقع التي تعمل في مجال مكافحة الفايروسات، وذلك حتى لا يتمكن الضحية من الاتصال بهذه المواقع أو تحميل أية أدوات تساعده في التخلص من الفايروس.

تصفحت القائمة الموجودة بروابط تحليل الفايروسات أعلاه فوجدت أن موقع سرقيوة موجود بينها مما يعني أن صانعي الفايروسات بدأوا بوضع موقع سرقيوة في قائمتهم السوداء لأنهم بدأوا يستشعرون خطره عليهم، وبالتالي بدأوا بعمل قيود تمنع الضحية من الوصول لموقعي لأنه في اعتقادهم إذا وصل إليه سوف يكون ذلك معناه القضاء على الفايروس.

كانت فرحتي بوجود عنوان موقع سرقيوة بين قائمة مواقع الحماية المحظورة من قبل الفايروسات لا تعادلها فرحة إلا فرحتي يوم وجدت أن أحد برامجي قد تم كسره بواسطة مبرمجين غربيين، وكانت الفرحة أكبر لأن موقع سرقيوة هو الموقع العربي الأول (والوحيد) الذي يتم حظره بهذه الطريقة من قبل صانعي الفايروسات. فعلى كثرة المواقع العربية التي تدعي وتتفاخر بأنها مواقع للحماية ومكافحة الفايروسات، لم يدخل واحد منها هذه القائمة، الأمر الذي يعني أنها لا تشكل أي تهديد حقيقي للفايروسات وصانعي الفايروسات، وإلا كان صانعوا الفايروسات وضعوها في قائمتهم السوداء!


الاثنين، 29 أغسطس 2016

أغبى هاكر على وجه الأرض!

سأحكي لكم اليوم حادثة وقعت معي قبل سنوات، وبالصدفة وأنا أتصفح بحثاً عن روابط جديدة تشير لأحد برامجي، وقد كانت هذه عادتي للاطمئنان إلى عدم وجود غش أو تلاعب أو انتهاك لحقوقي. وجدت رابط ضمن موقع مشهور جداً وهو موقع إسلامي يحوي منتديات معروفة ويؤسفني عدم ذكر اسمه.

وجدت مشاركة لأحد أعضاء ذلك المنتدى يشير إلى حل لمشكلة أحد الفايروسات ويعرض أداة لإزالته (وهي من برمجتي) ولكنه لم يضع رابط التحميل الرسمي لموقعي بل وضع الأداة في موقع للتحميل المجاني كمرفقات، وعندما قمت بتنزيل المرفق تبين لي أن الأداة هي فعلاً أداتي وبنفس حقوق الملكية والشكل والعمل مع فارق بسيط هو أن صاحبنا هذا دمجها مع فايروس للتجسس على ضربات لوحة المفاتيح لسرقة كلمات المرور.

كانت الأداة تبدو عادية جدا للمستخدم العادي، ولكن الفايروس المدمج معها يقوم بالعمل بالخفاء بدون علم المستخدم، فيتجسس على كل ما يكتبه الضحية ويرسله إلى ذلك الهاكر. ويبدو من عداد التنزيل أن زواراً كثر لذلك المنتدى قاموا بتنزيل الأداة المفخخة. لقد كان واضحاً جلياً أن هذا الشخص يستغل شهرة أحد أدواتي ليدمج معها فايروس للتجسس، فتخيلوا مدى الجرم الذي يفعله في حق المستخدمين، ثم تخيلوا مدى الجرم الذي يلحقه بي وبسمعتي إذا كشف أمر الأداة بواسطة مضادات الفايروسات العالمية، لأن أول ما يتبادر للذهن أنني أنا هو الشخص الذي فخخ الأداة لتنفيذ أغراض دنيئة.

التفريق سهل طبعاً بين الأداة الأصلية والمفخخة:

أولاً أنا لا أصمم برامج مجانية لإزالة أحد الفايروسات يزيد حجمها عن 50 كيلوبايت لأنني ببساطة أعتبر أن حجماً أكثر من هذا هو امتهان لذكاء الشفرة المستخدمة، أما الأداة المفخخة فحجمها يجاوز ال 500 كيلوبايت.

ثانياً: في موقعي الشخصي كنت أنشر أرقام شفرات (MD5) لكل البرامج التي أقوم بتصميمها وعند المقارنة يتضح الفارق والتزييف.

وكنت أكرر أن كل من يقوم بتحميل أي أبرنامج من برامجي عليه أن يقوم بتحميله من روابط موقعي ويقارن مواصفات البرنامج بنسختيه فإن وجد فارقاً في الحجم ولو بايت واحد فعليه بدون تردد أن يستخدم البرنامج المحمل من موقعي . والغريب أن الشخص الذي فخخ برنامجي بلغ به الغباء أنه لم يجعل فقط حجم الأداة المزيفة أكبر بكثير من الأصلية بل ترك معلومات جهازه واسمه مسجلة داخل شفرة البرنامج، وقد كانت تلك هي الضربة القاضية، فبواسطتها تمكنت من التعرف عليه باسمه الحقيقي وايميله وعنوانه وموقعه وحتى صورته الشخصية!

بعد أن تعرفت على شخصية الهاكر، أرسلت رسالة احتجاج  لإدارة ذلك الموقع وكذلك إلى الهاكر، وانتظرت الإجابة وتركت الموضوع لبعض الوقت، فلم أحصل على رد مناسب، فكتبت لهم تحذيراً بأني سأضطر لذكر اسم موقعهم ووضع رابط المشاركة، كما سأضطر لذكر اسم الشخص الذي قام بتفخيخ برنامجي على الملأ في جميع المواقع والمنتديات التي أكتب بها. ولكن لم أتلق أي رد منه ولا من الموقع!

حين طال انتظاري أكثر من اللازم، اضطررت لتنفيذ وعيدي، ففضحت الموقع على الملأ، وفضحت الشخص المعني، ولم أترك معلومة عنه إلا ذكرتها، اسمه الحقيقي وايميله وعنوانه وموقعه وعنوان سكنه والجامعة التي يدرس بها والنادي الذي يتردد عليه وحتى صورته الشخصية وهو يتناول البيتزا، حتى خيل لي أني نسيت فقط أن أنشر مقاس حذائه أجلكم الله! وحين فعلت ذلك لم يمر يومين حتى اتصل بي والدموع تسيل على خديه أنهاراً، أرجوك يا عصام أمسح ما كتبته عني، لقد أخطأت في حقك وأنا نادم أشد الندم، لقد أصبحت أضحوكة بين أهلي وأصدقائي ومعارفي، أرجوك!

حين اعتذر، وبهذه الطريقة المؤسفة، شطبت كل شيء، ومسحت كل شيء كتبته عنه، وراسلت شركة كاسبرسكي وأعطيتهم الأداة المفخخة بنفسي وشرحت لهم القضية بكل تفاصيلها وانتهت القضية وتم تعميم الفايروس الجديد على كل مضادات الفايروسات العالمية بدون ذكر اسم الشخص المعني. وحين أخبرته بذلك شكرني ودموع الفرح تسيل على خديه، ولكن للأسف كانت بعض المنتديات التقفت مقالتي المشهرة ونشرتها لديها، فاتصل بي من جديد ورجاني أن أتدخل لأنه راسلهم ولم يمسحوا المقالة المنقولة. ولم أخيب ظنه حتى هذه المرة، واتصلت بكل المنتدات التي نشرت المقالة وطلبت منهم أن يحذفوا المقالة، فحذفوها، وعفا الله عما سلف.

الحقيقة لم أكن أريد فضح ذلك الشخص بهذا الشكل، ولكن أعيتني الحيلة ونفذ صبري من تجاهله لي واستهتاره بي وبسمعتي وبأمن وسلامة وخصوصية المستخدمين في كل أنحاء العالم. خاصة وأن ذلك الفايروس الذي زرعه ذلك الشخص في برنامجي غير معروف ولم يكتشف بعد بواسطة مضادات الفايروسات العالمية لأنه فايروس نكرة من شخص نكرة. كذلك فحين أقارن فضحه بما كان سيلحقه عمله الدنيء بسمعتي كمبرمج على أول الطريق أدرك أن ذلك الشخص قد أجرم في حقي بفعله هذا وأجرم في حق جميع المستخدمين وأقل جزاء يستحقه وهو فضحه على العلن.

لقد كان ذلك درساً لا أظن أنه سينساه!


السبت، 27 أغسطس 2016

سيد عصام: لن يسمح لك الروس بالعمل معهم!


 "أنا أشك جداً أن يسمح لك هؤلاء الروس المتعجرفون أن تعمل معهم، فهم لا يقبلون إلا من هو روسي الجنسية، ولا يستعينون بغير الروس إلا في الحالة القصوى وفقط في المجال التقني الذي لا يتوافر فيه من يسد الحاجة من الروس". دون بيلوتاس - المشرف العام لمنتديات كاسبرسكي مخاطباً العبد الفقير إلى الله.

كثيرة هي المرات التي أغلقت فيها مواضيعي في منتديات كاسبرسكي، بل وحذفت من الأساس، وفي كل الحالات وبدون استثناء، يكون إغلاق أو حذف الموضوع في غير محله، لأن المتابعين له كانوا يريدون معرفة نتيجة تحليل المشرف لذلك الفايروس وهل تم إضافة علاج له ولجميع مخلفاته ضمن قاعدة بيانات كاسبرسكي أم أنهم ما زالوا في حاجة لبرامج سرقيوة، ولكن من الواضح جداً أن إغلاق الموضوع هو مجرد فرار من الإحراج، لأنني أعلم علم اليقين أن تلك المخلفات لم  يكن كاسبرسكي بقادر على التعامل معها تلقائياً إلا عن طريق الدعم الفني المجاني الذي يوفره المنتدى، أو بالبريد الإلكتروني والذي يكون دائماً شرح لخطوات يدوية ليس كل المستخدمين يحبذونها.

دون بيلوتاس، المشرف العام لمنتديات كاسبرسكي، كان دائماً يخبرني أنه في صفي ويتعاطف معي، (هو دنماركي الجنسية بالمناسبة) ولكنه يضطر غالباً إلى التقيد بالسياسات التسويقية العامة للشركة، بل أنه أخبرني ذات مرة عن مدى كرهه لمن أسماهم: "الروس المتعجرفين"، وأنه يعتبر رؤساء الصحف الدنماركية التي نشرت الإساءات حول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مجرد "رجال جشعين ودنيئين" رغم أنهم من مواطنيه.

أذكر أنني طلبت منه مرة قبل سنوات أن يوصلني بأحد المبرمجين في المستويات العليا لشركة كاسبرسكي لأعرض عليه إمكانياتي في تطوير وتزويد كاسبرسكي بأفكار جديدة أرى أنه من الظلم ألا تكون متوفرة فيه، فهو البرنامج المفضل لدي، وأخبرته أنني صممت برنامجاً قادراً على إنهاء برنامج كاسبريسكي في جزء من الثانية، ليس هذا فحسب بل وعدم السماح له بالعمل أبداً على نفس الجهاز، وقلت له أنني طالماً فعلت هذا فأنا قادر على حماية كاسبرسكي من هجوم مماثل، لأن الذي يصنع المرض لابد أن يكون قادراً على صنع الدواء، وفعلاً أوصلني بالمبرمج المذكور (ذلك الروسي المتعجرف)، ولكنه نبهني قبل أن أتحدث إليه أن أجعل الأفكار التي أريد مناقشتها معه عائمة وبدون تفاصيل حتى لا تتسرب، كما قال لي وبالحرف الواحد ما يلي:

"يا سيد عصام، أنا أشك جداً أن يسمح لك هؤلاء الروس المتعجرفون أن تعمل معهم فهم لا يقبلون إلا من هو روسي الجنسية، ولا يستعينون بغير الروس إلا في الحالة القصوى وفقط في المجال التقني الذي لا يتوافر فيه من يسد الحاجة من الروس".

وفعلاً صدق ظني، ولم يكلف ذلك السينيور مبرمج نفسه حتى بالرد عليّ، وعند ظهور النسخة (تقريباً الثامنة أو التاسعة في ذلك الحين) وجدت أنهم استعانوا بمبرمج روسي يدعى "أوليغ زاتييف" لتطبيق فكرة برنامجي RRT لإزالة مخلفات الفايروسات، كما استخدموا نفس الأفكار الموجودة ببرنامجي الآخر CaSIR لإزالة الفايروسات التي لا يتضمنها كاسبرسكي في قاعدة بياناته.

أصارحكم القول، لم يكن طلبي هذا من أجل "سواد عيون كاسبرسكي"، ولا حباً في الروس، بل كان ناتجاً عن كون برنامج كاسبرسكي يقوم بمنع برنامجي CaSIR من أداء عمله بشكل صحيح بالرغم من أن CaSIR يستخدم أصلاً لإنقاذ كاسبرسكي (وإنقاذ غيره من برامج الحماية) من هجوم الفايروسات الشرسة، فقد كان الأمر كالآتي:

يهجم أحد الفايروسات الشرسة (غير المعروفة لكاسبرسكي) فيحطم كاسبرسكي ثم يمنع عمله وعمل أغلب مضادات الفايروسات العالمية، وهنا يأتي دور برنامج CaSIR فيقوم بحذف الفايروس وحذف مخلفاته وإعادة الحياة لكاسبرسكي من جديد، ولكن كاسبرسكي وحالما تعود إليه الحياة يتفطن إلى وجود برنامج CaSIR وحيث أن برنامج CaSIR يتصرف تصرفات مشبوهة (بالنسبة لكاسبرسكي) فإنه يصده ويوقف عمله (ما قدر على الحمار اتشطر على البردعة)، وينسى ان برنامج CaSIR هو الذي أعاد الحياة إليه، وهنا يصاب الجهاز بحالة توقف وشلل تام، ونظراً لأن هذه الحالة تحدث بعد استخدام برنامج CaSIR مباشرة فإن بعض زبائني الذين حدثت مهم هذه المشكلة (وهم عادة أمريكان) كانوا يشتكون ويتذمرون ويظنون أن برنامجي هو السبب، ومن أجل هذا طلبت من شركة كاسبرسكي أن تسمح لي بإضافة روتينات إلى برنامج CaSIR للتحكم بكاسبرسكي (بمنعه من العمل) حتى ينهي CaSIR عمله ثم أسمح لكاسبرسكي بالعمل من جديد، ولكنهم رفضوا مجرد الفكرة، وحذروني إن أنا فعلت ذلك أن يضاف برنامج CaSIR إلى قاعدة بيانات كاسبرسكي على أنه برنامج خبيث (فايروس)، فبالنسبة لهم، فإن أي برنامج يحاول إيقاف كاسبرسكي عن العمل (ولو لأغراض حسنة النية) هو برنامج خبيث، وهذا بالطبع يعني نهاية سمعة برنامجي، لأن الناس تثق في برنامج كاسبرسكي أكثر مائة ألف مرة من برنامجي!

من أجل هذا طلبت منهم أن يسمحوا لي إذن أن أبين لهم كيفية تزويد كاسبرسكي بحماية ذاتية أقوى حتى لا تقوم مثل تلك الفايروسات الشرسة أصلاً بتحطيمه فلا يعود المستخدمون بحاجة إلى استخدام برنامج CaSIR لإنقاذ كاسبرسكي أو غيره، (لاحظوا أنني كنت أضحي ببرنامجي من أجل برامجهم، وسبب هذه التضحية ليس حباً فيهم أو خوفاً على مصلحتهم، بل خدمة للمستخدمين في كل أنحاء العالم ولو على حساب برنامجي). ومع ذلك رفضوا!

تتمة القصة: بعد عدة أشهر صدرت نسخة جديدة من كاسبرسكي، وإذ بها قد زودت بتقنيات مقاربة لما كنت أود عرضها عليهم، ولم يعد كاسبرسكي سهل الإنهاء كما كان في السابق، وبدون جميلك يا سيد عصام.

ربما يكون لحديث الذكريات بقية بحول الله وقوته.