‏إظهار الرسائل ذات التسميات فكرية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فكرية. إظهار كافة الرسائل

السبت، 3 سبتمبر 2016

لماذا أُغلق موقع سرقيوة بعد كل هذه النجاحات؟!



 هذا موضوع طويل، وكان في بالي أن أجعله أول موضوع أكتب عنه عند افتتاح مدونتي الجديدة هذه قبل شهر من الآن لكي يكون تفسيراً لسبب توقفي عن البرمجة والتجارة الإلكترونية وإغلاق موقعي والكتابة في مدونة مجانية. لكني كتبته الآن في التدوينة رقم 50 وسأختصره بقدر الإمكان وبالقدر الذي يحيط بأهم الأسباب.

كانت انطلاقة موقع سرقيوة بداية سنة 2007، وكان من بدايته يحمل على عاتقه مهمة توعية المستخدمين (خصوصاً الناطقين بالعربية) بضرورة تجنب البرامج المقرصنة واحترام حقوق الملكية الفكرية للغير، مع مطالبة الجهات المختصة بسن القوانين التي تحمي حقوق المبرمجين في الدول العربية لكي يمكنهم الاستمرار في عملهم. كذلك كان من بين أهداف الموقع توعية المستخدمين بأخطار الإنترنت ومساعدتهم على التخلص من الفايروسات وغيرها من البرامج الضارة وبدون مقابل.

بالتوافق مع ذلك، تم إنتاج برامج وأدوات مجانية وغير مجانية، وتم طرحها في السوق المحلية وعلى الإنترنت، وقد لاقت هذه البرامج شهرة واسعة وشهد لها القاصي والداني بفعاليتها في إزالة الفايروسات وإصلاح الأعطال الناجمة عنها. وقد حقق موقع سرقيوة نتيجة لشهرة هذه البرامج شهرة عالمية، بحيث لم تبق بقعة على سطح الأرض إلا وكان لها نصيب من زيارات الموقع والاستفادة من خدماته.

غير أنه ومع بداية سنة 2014 قررت بيع الموقع بكل محتوياته من برامج وخدمات مجانية وغير مجانية، وهذا ما حصل فعلاً. كان المشتري مهندساً إنشائياً أمريكياً لم يكن يربطني به سابق معرفة، بل اشتراه بعد المزايدة عليه في سوق بيع المواقع الالكترونية، وكان السعر أقل من أن يذكر: 6000 دولار أمريكي. وبهذا انتقلت حقوق ملكية الموقع وجميع محتوياته من برامج وخدمات لهذا الشخص ولم يعد لي أنا نفسي الحق في بيعها ولا حتى استخدامها إلا بإذن منه.

العجيب والغريب في أمر هذا المهندس، هو أنه وبمجرد أن اشترى الموقع، مسح جميع محتوياته وتركه فارغاً، سواء القسم الإنجليزي أو العربي، وما زال فارغاً حتى لحظة كتابة هذه السطور. رغم أنه كان يمكن أن يستفيد من شهرته على الأقل في الدعاية لمنتجاته الخاصة، هذا إن كانت له منتجات خاصة. وكان يمكن أن يستفيد من البرامج فيبيعها ويحقق الأرباح. حتى الموقع العربي كان من الممكن أن يستفيد منه، حيث كان يمكنه عمل تحويل للروابط وكلمات البحث في غوغل التي تشير لآلاف المواضيع والمقالات المشهورة ضمن موقع سرقيوة وإعادة توجيهها لموقعه الخاص. ولكنه لم يفعل شيئاً من ذلك، بل حذف الموقع بالكامل بكل محتوياته، وكأن كل ما كان يهمه إغلاق الموقع وحذف محتوياته من برامج وخدمات!

الآن سآتي إلى المهم، وهو الأسباب التي دعتني إلى بيع وإغلاق الموقع، وسوف أختصرها في عدة نقاطة بشكل مباشر حتى لا أطيل أكثر من اللازم:

1. كان معدل الزوار اليومي منذ سنة 2007 وحتى سنة 2013 هو 8 آلاف زائر في اليوم. وكانت الزيارات أكثر من ذلك بكثير. وفي أوقات الذروة، وصل زوار الموقع في اليوم الواحد إلى 100 ألف زائر. وبلغت الزيارات الملايين. كان ذلك يشكل ثقلاً على خطة الاستضافة التي أحجزها، فلم تكن مواردها كافية لتغطية هذا الزخم. ولطالما تلقيت رسائل من شركة الاستضافة بضرورة الوصول إلى حل وإلا يتم إغلاق الموقع. كان الحل المطروح هو الانتقال إلى مزود مخصص للموقع، لكن تكلفة هذا المزود كانت أكبر من ميزانيتي، ولهذا كنت أمام أحد خيارين: إما حجر المزود المخصص أو إغلاق الموقع. وحيث أن مردود الموقع لم يكن ليغطي تكلفة المزود المخصص لأسباب سأذكرها لاحقاً فقد قررت إغلاقه.

2. كما ذكرت سابقاً، لم يبق من برامجي غير المجانية برنامج واحد لم يكسره الهاكر الأمريكان والأوربيون والروس والصينيون، وكان المستخدمون الذين أمضيت في خدمتهم بلا مقابل لسنوات (خصوصاً الناطقون بالعربية) يتسابقون لتحميل برامجي المسروقة من مواقع القرصنة الغربية، ولم يفلح مشواري الطويل في توعية هؤلاء المستخدمين بضرورة احترام حقوق الغير، على الأقل حقوق أخيهم العربي المسلم الذي طالما ساعدهم مجاناً. ولكن هيهات هيهات. ولهذا لم يعد مردود الموقع يكفي حتى لتغطية تكاليف استضافته.

3. سوق البرمجيات العالمي كان أشبه بغابة يأكل فيها القوي الضعيف. كانت برامجي (ككل برامج المبرمجين المستقلين) تجابه بحرب شعواء من قبل شركات الحماية الكبرى (ككاسبرسكي وآفيرا ومكافي وغيرها). ولطالما تم التقاط برامجي بشكل خاطئ (بشكل متعمد أو غير متعمد لا أدري) وتصنيفها على أنها هي نفسها فايروسات، الأمر الذي ساهم في تلطيخ سمعة موقعي وبرامجي بشكل كبير جداً. فالزبون الذي يقوم بتحميل أحد برامجي ثم يفحصه بالفايروس توتال فيجد أنه ملوث بالفايروسات لا يعود يثق في برامجي ولا موقعي ويذهب بدون رجعة، بل وينشر كلاماً سيئاً عن تجربته.

4. كان صانعو الفايروسات مسماراً آخر دق في نعش نشاطي ولأكثر من مرة، فقد كان هؤلاء الخبثاء يضعون موقعي في شفرات فايروساتهم بحيث تمنع المستخدم من زيارة موقعي، والسبب طبعاً هو قطع الطريق على المستخدم حتى لا يقوم بتحميل أحد برامجي ليستخدمه في إزالة الفايروس.

5. كان هناك الكثير من المبرمجين المستقلين من أوربا وأمريكا واستراليا في حالة تنافس شديد معي، وقد لجأ هؤلاء إلى طرق خبيثة وغير مهنية في التنافس، فقاموا بالاتفاق مع أحد المواقع المشهورة التي كانت تهتم بتصنيف المواقع الجديدة، وتم وضع عنوان موقعي في تلك القوائم على أنه موقع للنصب والاحتيال. وحيث أن هؤلاء كانوا أوربيين وأمريكيين، فقد كان المستخدمون يثقون فيهم أكثر مما يثقون في موقعي بكثير، ولم يفلح دفاعي عن نفسي وعن موقعي في إزالة تلك السمعة.

6. لم يكن الموقع يحقق عائداً يذكر من وراء الدعاية والإعلان، فرغم أن خدمة Google AdSense كانت تعمل، إلا أنني كنت أحيطها بقيود صارمة يحتمها علي ديننا الإسلامي الحنيف (وللأسف يغفل عن ذلك كثير من أصحاب المواقع العربية). فلم يكن مسموحاً في موقعي بالدعاية لمواقع التبشير النصرانية والهرطقة الدينية، ولا المواقع الإباحية، ولا مواقع القمار، ولا الأفلام، ولا الأغاني، ولا مستحضرات التجميل، ولا الملابس الغربية بما تحويه من صور ومقاطع تخدش حياء المسلم ولا غيرها مما يتعارض مع ديننا وعاداتنا، وهي عادة كل ما تقدمه هذه الخدمة ويحقق الأرباح. وحيث أنها كانت مقيدة بقيود صارمة كتلك، فقد كان حضور تلك الخدمة كغيابها، ولهذا أغلقتها في آخر المطاف.

7. نتيجة للأوضاع البائسة التي عاشتها بلدي الحبيبة ليبيا (وما تزال تعيشها) من الانقطاع المتواصل والمتكرر لخدمات الإنترنت والكهرباء وإغلاق المصارف وغياب الخدمات المالية الالكترونية، فقد كان لذلك التأثير السيء على تجارتي. كمثال على ذلك لمجرد المثال وليس الحصر، كان الزبون الأمريكي يشتري أحد برامجي على الإنترنت، ثم يتوقع أن يحصل على بيانات الترخيص فوراً، ولكن الإنترنت  أو الكهرباء تكون مقطوعة، فلا أتمكن من إرسال بيانات الترخيص في الوقت المحدد، وحيث أن هذا مخالف لاتفاقية البيع، فإن الزبون يسترد ما دفعه مع تغريمي غرامة تأخير تؤخذ من حسابي. فأصبح حسابي يتناقص ولا يزيد، كما أن الزبون الذي يصادف هذه التجربة يرحل ولا يعود، بل وينشر عني وعن موقعي سمعة سيئة. فكلمة: "الضي كان هارب"، أو: "المصرف مسكر"، أو: "قذيفة عشوائية طاحت جنب حوشنا" لا يعرف هؤلاء حتى معناها فضلاً عن أن يعتبروها أعذاراً تبرر لي تعطيل مصالحهم. ولهذا أغلقت البيع تماماً لأن بقاء حسابي كما هو أفضل على الأقل من تناقصه.

8. طوال فترة وجود موقع سرقيوة في الخدمة، كنت أنا الوحيد المسؤول عن كل شاردة وواردة فيه. كنت أتولى تصميم الموقع، وبرمجة البرامج والأدوات، والرد على زبائني عبر البريد، وكتابة المقالات التوعوية في الموقع، ومساعدة الطابور الطويل من المستخدمين الذين ينتظرون الرد عبر المنتدى وعبر البريد، والرد على المقالات في المواقع الغربية، وإدارة المبيعات والتسويق والدعاية والإعلان والعلاقات العامة. لم يكن لي من معين إلا الله سبحانه، وحيث أن هذه الأعمال هي أكثر مما يستطيع أن يقوم به شخص واحد، وإن كان ذا إرادة حديدية، بدون أن تكون على حساب صحته وحياته الشخصية فأنه عاجلاً أو آجلاً سيتوقف. وهذا ما حصل بالفعل.

9. في بداية سنة 2014 واجهتني مشكلة مالية شخصية، وكنت في أمس الحاجة لمبلغ 10 آلاف دينار ليبي بشكل عاجل لتسديد التزام ملح. وحيث أن الاستلاف من الناس هو آخر ما أفكر فيه، فقد عزمت أمري وعرضت الموقع للبيع، وقد كان السعر مقارب لما كنت في حاجة إليه، ولهذا بعته بلا تردد، ووفيت بالتزامي المالي وانتهت مشكلتي المالية بحمد الله ومنته.

10. مع بداية شهر 10 سنة 2013 بدأت ببرمجة منظومة مرتبات للقطاع العام، وذلك حسب طلب وتكليف من مسؤول قطاع التربية والتعليم درنة. وانتهيت منها مع نهاية شهر 12 سنة 2013 ودخلت الخدمة فعلياً كأول منظومة تدعم الرقم الوطني في درنة مع بداية شهر 1 سنة 2014 وما زالت حتى تاريخه في الخدمة، وهي التي يتم من خلالها الآن كل ما يتعلق بمرتبات موظفي قطاع التربية والتعليم بمدينة درنة والبالغ عددهم أكثر من 15000 موظف. وحيث أن المنظومة تحتاج للتطوير والتحديث والتغيير بشكل مستمر تبعاً لتغير القوانين واللوائح والقرارات المعمول بها في البلاد، لم يكن لي خيار إلا التوقف عن أي نشاط جانبي آخر وتفريغ نفسي لعملي الحكومي بشكل كامل.

لأجل هذه الأسباب، وغيرها كثير مما لم يتسع المقام لذكره، أغلقت موقع سرقيوة. واستمر الإغلاق لسنتين، ثم ها أنا أرجع للنشاط والكتابة والبرمجة من جديد، ولكن على هامش عملي وحياتي الشخصية، وفي أوقات فراغي فقط. وقد اخترت مدونة مجانية، حتى أرتاح من مشاكل خطط الاستضافة والمزودات المخصصة وتعذر إمكانية تسديد الفواتير الالكترونية التي لم تعد متوفرة بسبب غياب الخدمات المالية الالكترونية في مناطق شتى من البلاد، واخترت مدونات بلوجر بالذات لما هو معروف عن شركة غوغل الغنية عن التعريف من موثوقية واعتمادية.

هذا،  والحمد لله من قبل ومن بعد.


الأربعاء، 24 أغسطس 2016

حدث في موقع كاسبرسكي، موقف لا أنساه!

طلب أحد زوار موقع كاسبرسكي المساعدة لحذف فايروسات لديه، وأرسل تقريراً عن محتويات جهازه لتحليلها. فوجد الخبير أن الزائر يستخدم برنامجاً مقرصناً فقال له:

أرجوك إحذف كل البرامج المقرصنة. أرجوك تجنب البرامج المقرصنة. أرجوك من أجل كل عزيز وغال في هذا العالم أحذف البرامج المقرصنة. ففضلاً عن انتهاكك لحقوق ملكية أصحابها فإن البرامج المقرصنة هي أكبر مصدر للفايروسات.

ذهب الزائر بلا عودة، وبعد دقائق جاءتني رسالة من ذلك الخبير بالإيميل يطلعني على ما حدث بينه وبين الزائر. لأول وهلة لم أجد علاقة تربطني بذلك الموضوع، ولكن بعد ثواني إكتشفت أن الزائر كان يستخدم نسخة مقرصنة من أحد برامجي وهو ما اقتبسه المشرف في رده على الزائر.







أترك عنك الآن هذه الموقف من قبل هذا الخبير الروسي، ثم أنظر إلى أخي العربي المسلم ماذا يقول في أحد المنتديات العربية الشهيرة: إليكم أسطوانة تجميعية برابط مباشر لكل برامج سرقيوة مرفقة بالكراك، تفضلوا يا أخوان بالتحميل ولا تنسونا من صالح دعائكم!!!