هناك نوعان من الهواتف الذكية من حيث قابلية
البطارية للنزع: هاتف ببطارية قابلة للنزع، وهاتف ببطارية مدمجة لا يمكن نزعها.
شركة Samsung وشركة Sony مثلاً تميلان إلى
تصنيع الهواتف ذات البطاريات القابلة للاستبدال، بينما تشتهر شركة Apple
وشركة HTC بتصنيع الهواتف ذات البطاريات المدمجة. فأيهما الأفضل؟ وما هي
الأسباب؟
طبعاً تنحصر المقارنة في هذا العامل فقط، فلن
أتطرق إلى مقارنة أية مميزات أخرى. كذلك، تكون المقارنة بحسب ملاءمة أحد النوعين
للاستخدام من وجهة نظر المستخدم لا من وجهة نظر الشركة المصنعة، فالنوع
الذي يخدم المستخدم بشكل أفضل ويبعده عن مشاكل الأعطال والتوقفات ويستمر معه حتى حين بيعه سيكون هو النوع الأفضل.
أولاً: يظن كثير من مقتني الهواتف الذكية أن
الهاتف ذا البطارية القابلة للنزع هو أفضل من حيث أن البطارية يمكن استبدال واحدة جديدة بها بعد أن تكون قد استنفذت قواها، فيعود بذلك الهاتف كما كان في أول يوم
اشتراه فيه. هذا ليس صحيحاً، فشركة Samsung مثلاً لا
تصنع بطاريات بديلة إطلاقاً للسوق، كل ما تراه في الأسواق من بطاريات يدعي بائعوها أنها
بطاريات سامسوج أصلية هي بطاريات مقلدة ولا علاقة لشركة سامسونج بها، هذه
البطاريات كلها "مضروبة"، لا تستمر عادة لأكثر من شهرين أو ثلاثة، كما وينفذ
شحنها بسرعة عند الاستخدام اليومي. وبالتالي لا يمكنك إطالة عمر هاتفك بشراء
بطارية بديلة له. السبب تسويقي بحت، فشركة سامسونج لا تريدك أن تقتني هاتفها لأكثر من
4 سنوات هو عمر البطارية الافتراضي (وليس عمر الجهاز)، ثم عليك أن تشتري
هاتفاً جديداً، لا بطارية جديدة. نفس المنهج التسويقي الماكر تتبعه شركة Apple
ولكن بطريقة أخرى أكثر لؤماً، ففي حين تعتمد Samsung على منع مصانعها من تصنيع بطاريات بديلة أصلية وطرحها في السوق، تضيف Apple على ذلك منع المستخدم من نزع البطارية من الأساس. إذن من هذه الناحية، كلا النوعين
سواء، ولا فضل لأحدهما على الآخر.
ثانياً: ظاهرة الأعطال والتوقفات سواء
البرمجية أو العتادية هي ظاهرة منتشرة تشكو منها كل أنواع الهواتف مهما كانت الشركة المصنعة لها، ومهما كان نظام التشغيل والبرمجيات العاملة عليها. لا يوجد هاتف لا يتوقف عن العمل بصورة صحيحة بين الحين والآخر، وإن كانت حدة هذه التوقفات وتواترها تختلف من جهاز لجهاز بحسب موثوقية واعتمادية الشركة المصنعة. لنفرض أن جهازك توقف عن العمل، أنطفأ بنفسه، أو حدث له ما يعرف "بالتهنيق" ولم يعد أي زر من أزراره يستجيب. في الأجهزة ذات البطارية القابلة للنزع وفي كثير من الأحيان يكون الحل لهذه المشكلة متاح حتى لأقل المستخدمين خبرة، فقط أنزع البطارية ثم أعد تركيبها وشغل الجهاز وتنتهي المشكلة، أما في الهواتف ذات البطاريات المدمجة فالأمر يحتاج لفني متمرس فقط لنزع البطارية ثم إعادة تثبيتها، وللأسف كثير من فنيي الصيانة لا يراعون ضمائرهم حين يصل إليهم جهاز يعاني من هذه المشكلة، حيث يختلقون أسباباً وهمية لهذه المشكلة ويدعون أن حلها يحتاج لصيانة معقدة للجهاز وكل ذلك من أجل الكسب الحرام. إذن في هذه الحالة، الهواتف ذات البطاريات القابلة للنزع هي الأفضل قولاً واحداً وبلا شك ولا تردد.
ثالثاً: عندما يصل عمر جهازك إلى 4 سنوات أو أكثر، تبدأ ظاهرة ثقل الجهاز وانخفاض سرعته وأدائه، هذا طبعاً ناتج عن كثرة تثبيت التطبيقات وحذفها، وكثرة تحميل الملفات والصور وانتشارها وترك التطبيقات لملفات مؤقتة وراءها في أماكن لا يمكنك الوصول إليها وتتراكم بمرور الزمن حتى تثقل كاهل الجهاز. هذه ظاهرة منتشرة في كل أنواع الهواتف، والحل معها غالباً ما يكون بتصفير الجهاز بإعادة ضبط المصنع، أو حتى مسحه بالكامل وتثبيت النظام من جديد، فيعود الجهاز طرياً طازجاً كأول يوم اشتريته فيه. لكن هناك مشكلة أخرى لا يمكن حلها برمجياً، وهي مشكلة اقتراب عمر البطارية من نهايته، حيث ينتهي شحن البطارية في غضون ساعتين أو ثلاثة، في هذه الحالة ستفكر في بيع جهازك، ولكنك لن تبيعه بنفس البطارية لأن لا أحد سيشتريه منك وهو في هذه الحالة. هنا ستفكر في شراء بطارية جديدة لتركيبها للجهاز ثم بيعه، هذه البطارية وإن كانت غير أصلية كما أسلفت، إلا أنها ستعيد الجهاز ولو مؤقتاً لمدة شهرين أو ثلاثة إلى حالته المصنعية، فيرتفع سعره وتجد مشترياً يقبل به، وإن كان المسكين سيضطر إلى تبديل البطارية كل ثلاثة أشهر للحفاظ على أداء الجهاز، ولكن هذه ليست مشكلتك بل مشكلته هو حين اشترى جهازاً مستعملاً، المهم أن تخبره أن البطارية ليست هي بطارية المصنع ولا تغشه. هذه التكتيكات لا يمكنك اتباعها بنفسك وبسهولة في حالة كان جهازك ذا بطارية مدمجة، بل ستضطر إلى حمل جهازك إلى فني متمرس لنزع البطارية القديمة وزرع بطارية جديدة بديلة، الأمر الذي سيكلفك أكثر من قيمة جهازك المستعمل نفسه. إذن في هذه الحالة، أيضاً الهواتف ذات البطاريات القابلة للنزع هي الأفضل بلا شك.
الخلاصة: إن كنت مستخدماً عادياً لا خبرة لك في صيانة الهواتف، وإن كنت من النوع الذي يحافظ على جهازه ويستعمله بلطف ليستمر معه لأربع سنوات أو أكثر، وإن كنت من النوع المقتصد الذي لا يبدل هواتفه كل يوم بل يحتفظ بجهاز واحد لأربع سنوات أو أكثر ثم يبيعه بسعر مرضي ويشتري غيره فأنصحك بشراء هاتف ذي بطارية قابلة للنزع، وللأسباب التي ذكرتها أعلاه.
نشهد بالله مانك عادي وربي يحفظك
ردحذف