أولاً دعني أصحح لك سؤالك: كلا، سرعة اتصال الانترنت لديك ليست 2 ميغا/ث. هذا وهم باعته لك شركة الاتصالات وأنت صدقته. عرض حزمة الاتصال (Bandwidth) لديك هو الـ 2 ميغا/ث وليس سرعته (Speed). هناك فرق كبير بين هذه وتلك، وهنا يكمن الجواب على سؤالك.
أداء اتصال الإنترنت لديك يتوقف على عوامل عدة، ليست قاصرة فقط على عرض حزمته. هناك أيضاً معدل الفقد (Packet Loss) وهناك معدل التأخير (Latency)، ويعرف أيضاً باسم (Ping) وهناك معدل التذبذب (Jitter). هذه العوامل كلها مجتمعة هي التي تحدد أداء اتصال الإنترنت لديك. حينما تخبرك شركة الاتصالات بأن الاتصال الذي زودتك به سرعته 2 ميغا/ث مثلاً فهي تتحدث عن عرض الحزمة فقط، بينما تخفي عنك العوامل الأخرى، وهي بذلك تمارس تجاهك نوعاً من الخداع.
معدل الفقد في حزم البيانات هو معدل عدد حزم البيانات التي تفقدها عند إرسال أو استقبال أي طلب من طلبات الإنترنت: إرسال رسالة بريدية، تصفح موقع، مشاهدة فيديو. ينبغي لهذا المعدل أن يكون صفراً، أي قيمة أكبر من الصفر تؤثر بشكل سيء على أداء اتصالك. ويظهر لك ذلك عملياً على شكل تقطع في الخدمة، غصة في فتح المواقع، سماع كلمة من المكالمة وضياع عدة كلمات، وغيرها. يكون معدل الفقد يساوي صفراً حين تكون كل تجهيزات ومعدات الربط سواء السلكية أو اللاسلكية لدى الشركة على ما يرام، سواء الربط بين مراكز الشركة وبينك أو بين مراكز الشركة وكابلات ومصادر الإنترنت العالمية.
معدل التأخير هو الفترة الزمنية التي تقضيها حزمة بيانات واحدة في السفر انطلاقاً من جهازك (العميل) إلى أن تصل لمستقبلها (الخادم) وتعود ثانية إليك. معدل التأخير لا ينبغي أن يزيد على 100 ميلي ثانية في أي اتصال محترم مهما كان عرض حزمته. أي ينبغي على حزمة البيانات ألا تتجاوز فترة تقدر بواحد من عشرة أجزاء من الثانية لكي تنطلق من جهازك وتصل إلى الموقع الذي تطلبه ثم تعود إليك بالرد. الاتصالات الكبلية هي الأفضل عادة في معدلات التأخير فهي تحقق أقل قيمة. الاتصالات اللاسلكية هي الأسوأ، إذا يصل أقل معدل بينك وبين المصادر العالمية إلى 500 ميلي ثانية. فإذا كان اتصالك لا سلكي وأخبرتك الشركة أن سرعته هو 2 ميغا/ث فاقسم هذا الرقم على 5 (500/100) وبالتالي سيتضح لك أن اتصالك سرعته أقل من نصف ميغا/ث وليس 2 ميغا/ث كما أخبرتك الشركة. يظهر التأثير السيء لذلك عملياً على اتصالك في أنك لن تستطيع استخدام أية خدمة من خدمات الإنترنت التي تعتمد على الاتصال في الوقت الحقيقي المباشر، مثل اللعب على الإنترنت أو إجراء مكالمات صوتية أو فيديوية.
معدل التذبذب هو الاختلاف والتغير في معدل التأخير. بمعنى أن حزم البيانات لا تأخذ فترة زمنية ثابتة للسفر بين جهازك العميل والجهاز الخادم بل تتذبذب هذه الفترة بين حزمة وأخرى، ويظهر لك ذلك عملياً على شكل تذبذب في سرعة اتصالك، فمرة يكون سريعاً ومرة يكون بطيئاً. معدل التذبذب ينبغي أن يكون عند القيمة صفر ولا يتجاوزها عبر تجهيزات أي شركة اتصالات محترمة.
أخيراً، سأقارب الإجابة بمثال يوضح معنى عرض الحزمة الذي تبيعه لك شركة الاتصالات على أساس أنه يعبر عن سرعة الاتصال والفرق بينه وبين السرعة الحقيقية. تصور اتصال الإنترنت لديك وكأنه ماسورة مياه طويلة متصلة بجهازك وتمتد حتى الجهاز الذي تطلبه عبر الإنترنت وليكن هذا الجهاز أحد خوادم غوغل يوتيوب. تصور أن حزم البيانات المسافرة بينك وبين خادم يوتيوب هي على شكل ماء الشرب. عرض الماسورة هو 2 سم. الآن افتح الصنبور، وسوف يتدفق الماء بسرعة معينة ولنقل أنها 2 سم مكعب/ث. ما سيقوله لك الفني الذي ركب لك الماسورة هو أن سرعة تدفق الماء لديك هو 2 سم مكعب/ث، وأنت ستصدقه، لكنه سيخفي عنك عوامل أخرى منها: معدل الفقد، (الماسورة بها ثقوب)، ومعدل التأخير، (الماسورة بها صدأ داخلي يؤخر تدفق الماء). ومعدل التذبذب، (الصدأ ينحسر أحياناً ثم يتراكم من جديد). فإذا أخذت كل هذه العوامل في اعتبارك عند تقييم سرعة تدفق الماء لديك فإنك ستصل إلى نتيجة تثبت لك أن سرعة اتصالك ليس 2 سم مكعب/ ث بل هو في الحقيقة نصف سم مكعب/ث.
أخيراً لمعرفة أداء اتصال الإنترنت لديك، أدخل على هذا الموقع، حدد الخادم وليكن في إيطاليا، ثم أبدأ الفحص. ستظهر النتيجة وسيظهر لك معدل الفقد ومعدل التأخير ومعدل التذبذب، وستتبين حقيقة أداء اتصال الإنترنت لديك وليس كما أخبرتك شركة الاتصالات.
أخيراً لمعرفة أداء اتصال الإنترنت لديك، أدخل على هذا الموقع، حدد الخادم وليكن في إيطاليا، ثم أبدأ الفحص. ستظهر النتيجة وسيظهر لك معدل الفقد ومعدل التأخير ومعدل التذبذب، وستتبين حقيقة أداء اتصال الإنترنت لديك وليس كما أخبرتك شركة الاتصالات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق