الأربعاء، 17 أغسطس 2016

شركة كاسبرسكي للحماية شركة نصابة، يقول الخبير الجهبذ!

قرأ صديق لي مقالة في أحد المنتديات العربية المختصة بالبرمجة، يقول فيها صاحبها أن مضاد الفايروسات الروسي الشهير أثناء فحصه لجهازه اكتشف نفسه على أنه فايروس، مما يدل على أن كاسبرسكي هو برنامج "أي كلام" أو بحسب تعبير صاحب المقالة الخليجي: "خرطي". وقد عرض عليّ صديقي المقالة طالباً رأيي فيها. فقلت له:

ببساطة وبصراحة ذلك "الخبير" في مضادات الفايروسات الذي يقول أن كاسبرسكي اكتشف نفسه بأنه فايروس وعليه فإن شركة كاسبرسكي "خرطي" و "شركة نصابة" كلامه يدل على الخيبة التي بليت بها العقول العربية، والتي يمكن أن تصل إلى هذا المستوى من "الجهل الكمبيوتري". أنا لا ألوم من ليس اختصاصه الأمن والحماية حين يسأل أو يشك، ولكني ألوم من يدعي أنه خبير ومختص ببرامج الحماية ثم يسرح في أرجاء الإنترنت ويمرح ناشراً الجهل في أبشع صوره.

نأتي إلى إزالة اللبس:

ملف باكيدج كاسبرسكي الذي فحصه ذلك "الخبير" مصاب أصلاً بفايروس وهو من نوع File Infector ولا يمكن اتهام كاسبرسكي بالغباء نتيجة ذلك لأن الفايروس أصاب كاسبرسكي في جسده قبل تشغيله، وبرنامج الحماية حالة كونه باكيدج (Setup Package) قبل تنفيذه وتثبيته هو كالجثة الهامدة ليس له قدرة على صد أي فايروس، وبالتالي يمكن أن يصيبه أي فايروس بدون أن يعلم. فإذا تم تشغيل وتنصيب نسخة منه على الجهاز ثم فحص جثته قبل التشغيل فمن الطبيعي أن يكتشف كاسبرسكي جثته الهامدة بأنها فايروس وإلا لما كان فعالاً.

كما أن الفايروسات تصيب برامج الحماية حتى بعد تشغيلها، وذلك إذا كانت هذه الفايروسات غير مكتشفة بعد، هناك من برامج الحماية من يتحسس ذلك فيعلن أن جسده مصاب وغير نزيه مما يدل على إصابة بفايروس ولكنه لا يعرفه بعد، ويطلب إرسال نسخة منه لفحصها وتضمين علاج لها. أنا نفسي كل برامجي وأدواتي مزودة بمثل هذا الروتين، عند تشغيل الأداة فإن أول ما تفعله هو أن تكشف على نفسها، فإن وجدت أن جسدها متغير تعلن عن وجود إصابة وتطلب منك تحميل النسخة النظيفة.

كما أن الإنذارات الخاطئة واردة، ففي هذه الحالة النادرة، قد يكشف برنامج الحماية على جسده وتصادف وجود بايت أو عدة بايتات متوافقة مع تواقيع بعض الفايروسات فيعلن البرنامج بالخطأ عن وجود فايروس، وهذا يحدث في كل الملفات التنفيذية ومن كل برامج الحماية.

ذلك الخبير الجهبذ، ولتحقيق المصداقية كنت سأطلب منه إرسال ملف باكيدج كاسبرسكي الذي فحصه بكاسبرسكي لأرى رأيي فيه، أما أن يتحدث عن ملف لا نرى منه إلا صورة، فهذا أبعد ما يكون عن النزاهة والموضوعية، العيب ليس في السؤال والتقصي، العيب في تشويه سمعة الشركات المحترمة بأقوال تنطلي على غير المختصين، أما بالنسبة للمختصين فهي أغبى من أن يرد عليها!

هناك تعليق واحد:

  1. قال ابن الجوزى فى أخبار الحمقى والمغفلين
    روينا عن الأحنف بن قيس أنه قال: قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة، رجل يدري ويدري أنه يدري، فذاك عالم فخذوا عنه، ورجل يدري وهو لا يدري أنه يدري، فذاك ناسٍ فذكروه، ورجل لا يدري وهو يدري أنه لا يدري، فذاك طالب فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك أحمق فارفضوه.

    ردحذف