‏إظهار الرسائل ذات التسميات كراك. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كراك. إظهار كافة الرسائل

السبت، 3 سبتمبر 2016

لماذا أُغلق موقع سرقيوة بعد كل هذه النجاحات؟!



 هذا موضوع طويل، وكان في بالي أن أجعله أول موضوع أكتب عنه عند افتتاح مدونتي الجديدة هذه قبل شهر من الآن لكي يكون تفسيراً لسبب توقفي عن البرمجة والتجارة الإلكترونية وإغلاق موقعي والكتابة في مدونة مجانية. لكني كتبته الآن في التدوينة رقم 50 وسأختصره بقدر الإمكان وبالقدر الذي يحيط بأهم الأسباب.

كانت انطلاقة موقع سرقيوة بداية سنة 2007، وكان من بدايته يحمل على عاتقه مهمة توعية المستخدمين (خصوصاً الناطقين بالعربية) بضرورة تجنب البرامج المقرصنة واحترام حقوق الملكية الفكرية للغير، مع مطالبة الجهات المختصة بسن القوانين التي تحمي حقوق المبرمجين في الدول العربية لكي يمكنهم الاستمرار في عملهم. كذلك كان من بين أهداف الموقع توعية المستخدمين بأخطار الإنترنت ومساعدتهم على التخلص من الفايروسات وغيرها من البرامج الضارة وبدون مقابل.

بالتوافق مع ذلك، تم إنتاج برامج وأدوات مجانية وغير مجانية، وتم طرحها في السوق المحلية وعلى الإنترنت، وقد لاقت هذه البرامج شهرة واسعة وشهد لها القاصي والداني بفعاليتها في إزالة الفايروسات وإصلاح الأعطال الناجمة عنها. وقد حقق موقع سرقيوة نتيجة لشهرة هذه البرامج شهرة عالمية، بحيث لم تبق بقعة على سطح الأرض إلا وكان لها نصيب من زيارات الموقع والاستفادة من خدماته.

غير أنه ومع بداية سنة 2014 قررت بيع الموقع بكل محتوياته من برامج وخدمات مجانية وغير مجانية، وهذا ما حصل فعلاً. كان المشتري مهندساً إنشائياً أمريكياً لم يكن يربطني به سابق معرفة، بل اشتراه بعد المزايدة عليه في سوق بيع المواقع الالكترونية، وكان السعر أقل من أن يذكر: 6000 دولار أمريكي. وبهذا انتقلت حقوق ملكية الموقع وجميع محتوياته من برامج وخدمات لهذا الشخص ولم يعد لي أنا نفسي الحق في بيعها ولا حتى استخدامها إلا بإذن منه.

العجيب والغريب في أمر هذا المهندس، هو أنه وبمجرد أن اشترى الموقع، مسح جميع محتوياته وتركه فارغاً، سواء القسم الإنجليزي أو العربي، وما زال فارغاً حتى لحظة كتابة هذه السطور. رغم أنه كان يمكن أن يستفيد من شهرته على الأقل في الدعاية لمنتجاته الخاصة، هذا إن كانت له منتجات خاصة. وكان يمكن أن يستفيد من البرامج فيبيعها ويحقق الأرباح. حتى الموقع العربي كان من الممكن أن يستفيد منه، حيث كان يمكنه عمل تحويل للروابط وكلمات البحث في غوغل التي تشير لآلاف المواضيع والمقالات المشهورة ضمن موقع سرقيوة وإعادة توجيهها لموقعه الخاص. ولكنه لم يفعل شيئاً من ذلك، بل حذف الموقع بالكامل بكل محتوياته، وكأن كل ما كان يهمه إغلاق الموقع وحذف محتوياته من برامج وخدمات!

الآن سآتي إلى المهم، وهو الأسباب التي دعتني إلى بيع وإغلاق الموقع، وسوف أختصرها في عدة نقاطة بشكل مباشر حتى لا أطيل أكثر من اللازم:

1. كان معدل الزوار اليومي منذ سنة 2007 وحتى سنة 2013 هو 8 آلاف زائر في اليوم. وكانت الزيارات أكثر من ذلك بكثير. وفي أوقات الذروة، وصل زوار الموقع في اليوم الواحد إلى 100 ألف زائر. وبلغت الزيارات الملايين. كان ذلك يشكل ثقلاً على خطة الاستضافة التي أحجزها، فلم تكن مواردها كافية لتغطية هذا الزخم. ولطالما تلقيت رسائل من شركة الاستضافة بضرورة الوصول إلى حل وإلا يتم إغلاق الموقع. كان الحل المطروح هو الانتقال إلى مزود مخصص للموقع، لكن تكلفة هذا المزود كانت أكبر من ميزانيتي، ولهذا كنت أمام أحد خيارين: إما حجر المزود المخصص أو إغلاق الموقع. وحيث أن مردود الموقع لم يكن ليغطي تكلفة المزود المخصص لأسباب سأذكرها لاحقاً فقد قررت إغلاقه.

2. كما ذكرت سابقاً، لم يبق من برامجي غير المجانية برنامج واحد لم يكسره الهاكر الأمريكان والأوربيون والروس والصينيون، وكان المستخدمون الذين أمضيت في خدمتهم بلا مقابل لسنوات (خصوصاً الناطقون بالعربية) يتسابقون لتحميل برامجي المسروقة من مواقع القرصنة الغربية، ولم يفلح مشواري الطويل في توعية هؤلاء المستخدمين بضرورة احترام حقوق الغير، على الأقل حقوق أخيهم العربي المسلم الذي طالما ساعدهم مجاناً. ولكن هيهات هيهات. ولهذا لم يعد مردود الموقع يكفي حتى لتغطية تكاليف استضافته.

3. سوق البرمجيات العالمي كان أشبه بغابة يأكل فيها القوي الضعيف. كانت برامجي (ككل برامج المبرمجين المستقلين) تجابه بحرب شعواء من قبل شركات الحماية الكبرى (ككاسبرسكي وآفيرا ومكافي وغيرها). ولطالما تم التقاط برامجي بشكل خاطئ (بشكل متعمد أو غير متعمد لا أدري) وتصنيفها على أنها هي نفسها فايروسات، الأمر الذي ساهم في تلطيخ سمعة موقعي وبرامجي بشكل كبير جداً. فالزبون الذي يقوم بتحميل أحد برامجي ثم يفحصه بالفايروس توتال فيجد أنه ملوث بالفايروسات لا يعود يثق في برامجي ولا موقعي ويذهب بدون رجعة، بل وينشر كلاماً سيئاً عن تجربته.

4. كان صانعو الفايروسات مسماراً آخر دق في نعش نشاطي ولأكثر من مرة، فقد كان هؤلاء الخبثاء يضعون موقعي في شفرات فايروساتهم بحيث تمنع المستخدم من زيارة موقعي، والسبب طبعاً هو قطع الطريق على المستخدم حتى لا يقوم بتحميل أحد برامجي ليستخدمه في إزالة الفايروس.

5. كان هناك الكثير من المبرمجين المستقلين من أوربا وأمريكا واستراليا في حالة تنافس شديد معي، وقد لجأ هؤلاء إلى طرق خبيثة وغير مهنية في التنافس، فقاموا بالاتفاق مع أحد المواقع المشهورة التي كانت تهتم بتصنيف المواقع الجديدة، وتم وضع عنوان موقعي في تلك القوائم على أنه موقع للنصب والاحتيال. وحيث أن هؤلاء كانوا أوربيين وأمريكيين، فقد كان المستخدمون يثقون فيهم أكثر مما يثقون في موقعي بكثير، ولم يفلح دفاعي عن نفسي وعن موقعي في إزالة تلك السمعة.

6. لم يكن الموقع يحقق عائداً يذكر من وراء الدعاية والإعلان، فرغم أن خدمة Google AdSense كانت تعمل، إلا أنني كنت أحيطها بقيود صارمة يحتمها علي ديننا الإسلامي الحنيف (وللأسف يغفل عن ذلك كثير من أصحاب المواقع العربية). فلم يكن مسموحاً في موقعي بالدعاية لمواقع التبشير النصرانية والهرطقة الدينية، ولا المواقع الإباحية، ولا مواقع القمار، ولا الأفلام، ولا الأغاني، ولا مستحضرات التجميل، ولا الملابس الغربية بما تحويه من صور ومقاطع تخدش حياء المسلم ولا غيرها مما يتعارض مع ديننا وعاداتنا، وهي عادة كل ما تقدمه هذه الخدمة ويحقق الأرباح. وحيث أنها كانت مقيدة بقيود صارمة كتلك، فقد كان حضور تلك الخدمة كغيابها، ولهذا أغلقتها في آخر المطاف.

7. نتيجة للأوضاع البائسة التي عاشتها بلدي الحبيبة ليبيا (وما تزال تعيشها) من الانقطاع المتواصل والمتكرر لخدمات الإنترنت والكهرباء وإغلاق المصارف وغياب الخدمات المالية الالكترونية، فقد كان لذلك التأثير السيء على تجارتي. كمثال على ذلك لمجرد المثال وليس الحصر، كان الزبون الأمريكي يشتري أحد برامجي على الإنترنت، ثم يتوقع أن يحصل على بيانات الترخيص فوراً، ولكن الإنترنت  أو الكهرباء تكون مقطوعة، فلا أتمكن من إرسال بيانات الترخيص في الوقت المحدد، وحيث أن هذا مخالف لاتفاقية البيع، فإن الزبون يسترد ما دفعه مع تغريمي غرامة تأخير تؤخذ من حسابي. فأصبح حسابي يتناقص ولا يزيد، كما أن الزبون الذي يصادف هذه التجربة يرحل ولا يعود، بل وينشر عني وعن موقعي سمعة سيئة. فكلمة: "الضي كان هارب"، أو: "المصرف مسكر"، أو: "قذيفة عشوائية طاحت جنب حوشنا" لا يعرف هؤلاء حتى معناها فضلاً عن أن يعتبروها أعذاراً تبرر لي تعطيل مصالحهم. ولهذا أغلقت البيع تماماً لأن بقاء حسابي كما هو أفضل على الأقل من تناقصه.

8. طوال فترة وجود موقع سرقيوة في الخدمة، كنت أنا الوحيد المسؤول عن كل شاردة وواردة فيه. كنت أتولى تصميم الموقع، وبرمجة البرامج والأدوات، والرد على زبائني عبر البريد، وكتابة المقالات التوعوية في الموقع، ومساعدة الطابور الطويل من المستخدمين الذين ينتظرون الرد عبر المنتدى وعبر البريد، والرد على المقالات في المواقع الغربية، وإدارة المبيعات والتسويق والدعاية والإعلان والعلاقات العامة. لم يكن لي من معين إلا الله سبحانه، وحيث أن هذه الأعمال هي أكثر مما يستطيع أن يقوم به شخص واحد، وإن كان ذا إرادة حديدية، بدون أن تكون على حساب صحته وحياته الشخصية فأنه عاجلاً أو آجلاً سيتوقف. وهذا ما حصل بالفعل.

9. في بداية سنة 2014 واجهتني مشكلة مالية شخصية، وكنت في أمس الحاجة لمبلغ 10 آلاف دينار ليبي بشكل عاجل لتسديد التزام ملح. وحيث أن الاستلاف من الناس هو آخر ما أفكر فيه، فقد عزمت أمري وعرضت الموقع للبيع، وقد كان السعر مقارب لما كنت في حاجة إليه، ولهذا بعته بلا تردد، ووفيت بالتزامي المالي وانتهت مشكلتي المالية بحمد الله ومنته.

10. مع بداية شهر 10 سنة 2013 بدأت ببرمجة منظومة مرتبات للقطاع العام، وذلك حسب طلب وتكليف من مسؤول قطاع التربية والتعليم درنة. وانتهيت منها مع نهاية شهر 12 سنة 2013 ودخلت الخدمة فعلياً كأول منظومة تدعم الرقم الوطني في درنة مع بداية شهر 1 سنة 2014 وما زالت حتى تاريخه في الخدمة، وهي التي يتم من خلالها الآن كل ما يتعلق بمرتبات موظفي قطاع التربية والتعليم بمدينة درنة والبالغ عددهم أكثر من 15000 موظف. وحيث أن المنظومة تحتاج للتطوير والتحديث والتغيير بشكل مستمر تبعاً لتغير القوانين واللوائح والقرارات المعمول بها في البلاد، لم يكن لي خيار إلا التوقف عن أي نشاط جانبي آخر وتفريغ نفسي لعملي الحكومي بشكل كامل.

لأجل هذه الأسباب، وغيرها كثير مما لم يتسع المقام لذكره، أغلقت موقع سرقيوة. واستمر الإغلاق لسنتين، ثم ها أنا أرجع للنشاط والكتابة والبرمجة من جديد، ولكن على هامش عملي وحياتي الشخصية، وفي أوقات فراغي فقط. وقد اخترت مدونة مجانية، حتى أرتاح من مشاكل خطط الاستضافة والمزودات المخصصة وتعذر إمكانية تسديد الفواتير الالكترونية التي لم تعد متوفرة بسبب غياب الخدمات المالية الالكترونية في مناطق شتى من البلاد، واخترت مدونات بلوجر بالذات لما هو معروف عن شركة غوغل الغنية عن التعريف من موثوقية واعتمادية.

هذا،  والحمد لله من قبل ومن بعد.


الأربعاء، 24 أغسطس 2016

حدث في موقع كاسبرسكي، موقف لا أنساه!

طلب أحد زوار موقع كاسبرسكي المساعدة لحذف فايروسات لديه، وأرسل تقريراً عن محتويات جهازه لتحليلها. فوجد الخبير أن الزائر يستخدم برنامجاً مقرصناً فقال له:

أرجوك إحذف كل البرامج المقرصنة. أرجوك تجنب البرامج المقرصنة. أرجوك من أجل كل عزيز وغال في هذا العالم أحذف البرامج المقرصنة. ففضلاً عن انتهاكك لحقوق ملكية أصحابها فإن البرامج المقرصنة هي أكبر مصدر للفايروسات.

ذهب الزائر بلا عودة، وبعد دقائق جاءتني رسالة من ذلك الخبير بالإيميل يطلعني على ما حدث بينه وبين الزائر. لأول وهلة لم أجد علاقة تربطني بذلك الموضوع، ولكن بعد ثواني إكتشفت أن الزائر كان يستخدم نسخة مقرصنة من أحد برامجي وهو ما اقتبسه المشرف في رده على الزائر.







أترك عنك الآن هذه الموقف من قبل هذا الخبير الروسي، ثم أنظر إلى أخي العربي المسلم ماذا يقول في أحد المنتديات العربية الشهيرة: إليكم أسطوانة تجميعية برابط مباشر لكل برامج سرقيوة مرفقة بالكراك، تفضلوا يا أخوان بالتحميل ولا تنسونا من صالح دعائكم!!!

السبت، 20 أغسطس 2016

أسرع وأسهل وأقوى وأفضل وأخف وأعظم وأذكى برنامج!

أولاً أعتذر عن كتابة هكذا عنوان، إذ ليس من عادتي أبداً الدعاية لمحتوى مواضيعي أو برامجي باستخدام ألفاظ مجلجلة كهذه، بل أن موضوعي هذا يكاد يكون انتقاداً كله لمثل هذه الأساليب وأنماط الفكر المنتشرة في مواقعنا العربية.

كثيراً ما نقرأ مثل هذا العنوان في مواقعنا ومنتدياتنا العربية، فندخل ونقرأ، فنفاجأ بموضوع هزيل عن برنامج هزيل ومكرر لدرجة الغثيان. فإن لم يكن الموضوع مكرراً أو البرنامج هزيلاً فهو قطعاً ليس مبرمجاً بأياد عربية، وهذا يعتبره غالب العرب والمسلمين للأسف مدعاة لسرقته بكل تبجح بوضع الكراك مرفقاً معه. عملاق الداونلووووووود * عملاق تحميل الأفلام حصري * شركة أدوبي أفلست * تم أصطياد القلعه الحصينة للدب الروسي* أطلب أي كراك يصلك خلال 24 ساعه... وهكذا. فإن كان البرنامج من تصميم "مبرمج" عربي، رأيت واجهته تزخر بألفاظ رنانة مثل: جاري حرق الفايروس، تم تدمير الفايروس والله أكبر، انتهى عصر الأنتي فايروس مع هذه الأداة، أخواني إليكم الأداة الرهيبة لحذف الفايروسات العنيدة التي حيرت الكثير... وهكذا. ولا تسأل عن حجوم هذه البرامج والأدوات، فما تفعله برامجي وأدواتي بكيلوبايت واحد فقط، أجد كثيراً من البرامج المشابهة والمكررة تفعل نفس الشيء بحجوم تزيد على 4 ميغا بايت! بل في إحدى المرات وجدت أحد "المبرمجين" العرب وقد رفع أداة يدعي أنها تؤدي نفس عمل أحد أدواتي، وحين استطلعت حجمها وجدته يفوق حجم أداتي ب 800 ضعف!!! ثم بعد ذلك يقوم صاحبها بنفسه بالثناء عليها بمثل عنوان موضوعي هذا:  أسرع وأسهل وأقوى وأفضل وأخف وأعظم وأذكى برنامج!

منذ أن بدأت أنشر برامجي وأدواتي على الإنترنت، وعلى كثرة انتشارها واستخدامها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، لم يسبق لي أن استخدمت كلمة مجلجلة فضفاضة لوصف عملها. إنما هو وصف مختصر لفائدتها وطريقة استخدامها وكفى، ثم على المستخدم أن يقرر إن كانت تستحق الثناء أم لا، بالرغم من أن الهدف من تصميمها لم يكن تلقي الثناء أصلاً. ويعلم الله أني كثيراً ما أدخل على بعض هذه المواقع فأجدهم يكتبون عني وعن برامجي فيصورون للعالم أني أكبر رجل في العالم سناً وقدراً وذكاءً، وأن برامجي وأدواتي قد فاقت قدرة وكفاءة وذكاء كل برامح الحماية العالمية مجتمعة، فأقول لهم يا أخوان ما هكذا تورد الإبل، فما هذه الأدوات إلا احتياجات فرضها الواقع في حينها، وما أنا إلا مبرمج بسيط وأبسط مما تتخيلون. ولكن عبثاً، سر يا عصام سرقيوة إلى الدنمارك ونحن ورائك!

مثال آخر حول التضخيم والألفاظ المجلجلة ولكن ليس في مجال البرمجة بل في مجال الاختراق!

عالم الاختراق والمخترقين كما يصوره البعض هو عالم مجهول ومظلم مليء بالخرافات كما هو مليء بالعبقرية، أما في رأيي أنا، برغم عدم خبرتي فيه (وأقولها بكل صراحة فرحم الله من علم قدر نفسه) فهو قمة علم الكومبيوتر، وهو يخضع لمنهجية دقيقة، بل أدق مما يتعلمه طلبة الكومبيوتر في الكليات والجامعات، إلا أنه وللأسف فإن البعض يسيئ فهمه حتى ليظنه نوعاً من السحر الذي يمكن تعلمه ببساطة بمجرد تعلم تعويذة أو اثنتين يلقيها على جهاز الضحية كما يلقي الساحر سحره على ضحيته!!!

وجدت أحد "خبراء" الاختراق العرب قد كتب بخط أكبر من أن تستوعبه شاشتي:

إليكم كتاب في تعليم برمجة برامج الاختراق حتى الاحتراف.

كان ذلك "الكتاب" التحفة، كتاباً مكوناً من 8 صفحات فقط! ويزعم كاتبه (الذي لا يجيد حتى الإملاء) أنه يعلم الناس الاختراق حتى الاحتراف (كلمة حتى الاحتراف هذه تضحكني وتبكيني في آن واحد) !!!

يعرض المخترق الفذ الذي يسمي نفسه "العقرب الأسود" في هذا الـ "كتاب" التحفة مثالاً حول استخدام أداة Winsock ضمن لغة Visual Basic لما يسميه هو "اختراق" أو "إحراق" نظام الضحية، ويستخدم في المثال عبارات طنانة ورنانة ومجلجلة حول الاحراق والاختراق والله أكبر وبحمد الله والدنمارك وبلاد الواق واق، بحيث يبدو وكأنه في طريقه إلى تعليم القارئ كيفية صنع قنبلة ذرية أشد فتكاً من قنبلة هيروشيما، وهو لا يعلم حتى ابسط قواعد الإملاء (فضلاً عن علم الاختراق).

هذه النوع من الكتابات المنتشر في عالمنا العربي هو للأسف الذي يجعل من عالم الاختراق (وعلم الكمبيوتر بصفة عامة) يتوارى خلف أستار كثيفة من الغموض والحيرة لدى المبتدئ، فهو يحاول تطبيق هذا المثال فيفشل في كل مرة من تحقيق نتيجة تذكر، لسبب بسيط أن صاحب "الكتاب" التحفة هذا لا أجد وصفاً يليق به إلا كلمة واحدة: جاهل، وأن كتابه المزعوم هذا هو عار على علم الكومبيوتر أساساً، بل عار على اللغة العربية والعرب كلهم فضلاً عن كونه عار على عالم الاختراق!

أحد الفضلاء تفاعل معي مرة فقال لي: "هذه هي العروبة، كل شيء عندهم مضخم ملايين المرات، فقط تذكر ايام حرب الـ67، أقصد حرب تشرين، تذكر كيف كان الإعلام المصري يقول: جيوشنا العربية ستعقد مؤتمر من تل ابيب بعد اقل من ساعة. في حين كان اليهود قد دكوا سيناء وشفطوا الضفة الغربية واغتصبوا الجولان وتربعوا على جنوب لبنان!

هل فعلاً هذا هو حال العرب؟!

السبت، 13 أغسطس 2016

حرام وقع فيه كثير منا : البرمجيات المقرصنة - حكمها الشرعي والبديل المغني

يلاحظ على مواقع الإنترنت العربية والإسلامية كثرة روادها، وتنتشر فيها المواضيع التي تدل على أن أغلب رواد هذه المواقع هو من الشباب الحريص على دينه والساعي لنشر الخير بين المسلمين، وذلك عن طريق الإرشاد إلى المواقع الإسلامية التي تنفع المسلم، أو طرح المواضيع الغنية بالمواعظ المؤثرة، أو العلم النافع.

لكن، هل تصور أحدنا أن معظم هؤلاء قد وقعوا في منكر السرقة بعلمهم أو بغير علمهم؟

هذا المنكر هو سرقة حق الملكية الفكرية من أصحابها، باستخدام البرامج المقرصنة والمنسوخة بغير إذن من أصحابها الأصليين بما يعرف بالكراك والسيريال والكيجن إلخ... كيف ذلك؟ بمثال بسيط أوضح الأمر:

من البرامج التي توجد تقريبا على جهاز كل منا، ولا يستغني عنها أحدنا:

- نظام التشغيل Windows
- مجموعة برامج Microsoft Office والتي تتضمن بشكل أساسي Word, Excel, PowerPoint, Outlook
- برنامج واحد (على الأقل) لمكافحة الفيروسات مثل Norton, McAfee, Kaspersky, AVG

وربما غيرها الكثير، وكثير منا صار متخصصا في الكراكات والباتشات ومولدات الأرقام التسلسلية لهذه البرامج وغيرها. لكن لنكتفي بهذه المنتجات لنرى حجم الخطر الذي نقع فيه:

نظام تشغيل ويندوز: ثمن الإصدار الذي ذكرته هو 124 دولار (وهذا إصدار OEM الذي يكون أرخص من الحزمة الكاملة)
مجموعة برامج الأوفس: وثمنها 128 دولار يتفاوت زيادة أو نقصانا بحسب النسخ المتنوعة.
مضادات الفيروسات: ولعل أقلها تكلفة هو AVG ويبلغ ثمنه 35 دولارا تدفع سنويا.

لو جمعنا أسعار هذه البرامج سنحصل على مبلغ 287 دولارا (هذا على أقل تقدير)، ولو سألتك هل أنت على استعداد أن تسرق هذا المبلغ ستقول "معاذ الله".

لكن الحاصل فعلا أن كلنا يفعل ذلك إلا من رحم ربي، ولكن من أين جئت بأن هذه سرقة؟ أقول: لست من أهل العلم أو الفتوى، لكن بنظرة سريعة على أقوال أهل العلم في المسألة نجد شبه إجماع على حرمة استخدام مثل هذه البرامج، ناهيك عمن يستخدمها في عمله الذي يأكل منه رزقه، وهم كثر.

جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية إجابة عن سؤال حول حرمة قرصنة البرمجيات من عدمها:


الحمد لله...


عن هذا السؤال أجابت اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء: بأنه لا يجوز نسخ البرامج التي يمنع أصحابها نسخها إلا بإذنهم لقوله صلى الله عليه وسلم: "المسلمون على شروطهم" ولقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يحلّ مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من سبق إلى مباح فهو أحقّ به"، سواء كان صاحب هذه البرامج مسلما أو كافرا غير حربي لأنّ حقّ الكافر غير الحربيّ محترم كحقّ المسلم. والله أعلم. فتاوى اللجنة رقم 18453



وقد وردنا من الشيخ محمد بن صالح العثيمين مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء في هذه المسألة ما يلي: "يُتبع فيها ما جرى به العُرف ، اللهم إلا شخص يريد أن ينسخها لنفسه ولم ينصّ الذي كتبها أولاً على منع النسخ الخاص والعام فأرجو أن لا يكون به بأس ، أما إذ نصّ الشخص الذي كتبها أولاً على المنع الخاصّ والعامّ فلا يجوز مطلقا." فتاوى اللجنة رقم 18453


وفيما يلي بعض فتاوى العلماء الأجلاء حول هذه القضية مفصلة وموثقة...

































إذن ما البديل؟ هل نتوقف عن استخدام حاسباتنا لحين مقدرتنا على هذه التكلفة الباهظة للبرامج؟

البديل ولله الحمد موجود، من الألف لإلى الياء! نعم، بإمكانك أن تستخدم كافة إمكانية جهازك باستخدام برامج شرعية لا تحتاج هذه التكلفة.

أولا نظام التشغيل:

لعل الكثير منا لا يجيد سوى استعمال نظام التشغيل Windows، وحتى لو كان خبيرا بالأنظمة الأخرى مثل Linux قد لا يمكنه الاستغناء عن Windows بحال من الأحوال. إذن لعل نظام التشغيل هو البرنامج الوحيد الذي يستحق أن تدفع ثمنه وتشتريه، نسخة Windows 7 Professional Edition يبلغ ثمنها حوالي 124 دولار بأسعار اليوم، وهذا مبلغ زهيد لحفظ دينك والتخلص من الوقوع في الحرام. أما إذا كنت تمتلك بطاقة شراء عن الإنترنت Visa أو MasterCard فبإمكانك شراء نظام التشغيل بتكلفة أقل بكثير وذلك عن طريق الإنترنت.

ثانيا: برنامج Microsoft Office:

كثير منا يستخدم منتجات هذا البرنامج في حياته اليومية سواء للعمل أو الدراسة، فمن منا لا يستخدم Microsoft Word؟مجموعة برامج Office سعرها مرتفع نسبيا، بل إنه أغلى ثمنا من نظام التشغيل نفسه. فما الحل؟ الحل تطرحه شركة Sun Microsystems المنافس الأبرز لشركة Microsoft في سوق البرمجيات، (حالياً البرنامج مملوك لمؤسسة أباتشي وشركة صن مملوكة لشركة أوراكل) وهو مجموعة برامج OpenOffice المجانية وهي من برامج المصادر المفتوحة Open Source والتي تتاح لكل المطورين للعمل عليها وتحسينها، لذلك يكون تطورها سريعا مقارنة مع المنتجات التجارية التي لا يطورها سوى أصحابها. وأنا هنا لا أزعم أن OpenOffice هو بجودة منتجات Microsoft لأنني لا زلت أقوم بتجريبه، لكنه يتيح لك الوظائف الأساسية كالكتابة وتنسيق النصوص والطباعة، بل يزيد على ذلك إمكانية تصدير الملف إلى PDF والموجودة في برنامج OpenOffice Writer.

هذا البرنامج مجاني 100%، ومعظم مستخدمي Linux يعرفونه لأنه الأداة المكتبية الأساسية فيه، ولكنه أيضا متوفر لنظام التشغيل Windows ويمكنك تحميله من خلال هذا الرابط (الحجم 134 ميغا)


والرائع فيه أنه يفتح الملفات المكتوبة على Microsoft Office تماما كما تفعل برامج Microsoft الأصلية. والمفاجأة الأخرى: أن له واجهة عربية ويمكنك تحميلها من نفس الرابط أعلاه.

(لم أجرب الواجهة العربية حتى الآن لأنني متعود على Office باللغة الإنجليزية، وللمزيد من المعلومات قم بزيارة http://ar.openoffice.org)

انتهينا من البرامج المكتبية

ثالثاً: برامج مكافحة الفيروسات:

هذه البرامج قد تكون في أيامنا هذه الأعلى تكلفة، لأن موضوع الحماية من الفيروسات مهم جدا للأفراد والشركات، وكم من الملايين خسرتها شركات بسبب هذه الفيروسات.

من البرامج في مجال مكافحة الفيروسات برنامج Avira AntiVir وإصداره الخاص بنظام Windows ويتيح خدمات كالتي توفرها المنتجات التجارية من فحص الملفات والتحديث عبر الإنترنت والفحص السريع عن طريق خيارات زر الماوس الأيمن. ويمكن تحميل النسخة الأخيرة منه من هذا الرابط:


كما يمكن تحميل برامج سرقيوة المجانية المكملة للمساعدة في حل المشاكل التي يعجز عنها هذا البرنامج وغيره من برامج الحماية العالمية، ويمكن تحمييل برامج سرقيوة من هنا:


برامج التصميم والتطوير:

أقول للمبرمجين ومطوري البرامج والذين يعملون في شركات البرمجة ويكسبون لقمة عيشهم منها، هل تقبلون أن يكون عملكم مبنياً على مال حرام؟ طبعا هذا ما لا يرضاه مسلم. إذا كنت من المطورين بلغة Java وتستخدم إصدارا مقرصنا من JBuilder فالبديل الذي أزعم أنه أفضل من JBuilder هو برنامج NetBeans المجاني الذي تطوره شركة Sun (حالياً هو مملوك لشركة أوراكل) أيضا (مسكينة يا Microsoft). وأنا من مستخدمي هذا البرنامج ويتيح لك إمكانيات رائعة من كتابة وتطوير وتشغيل و debugging.

البرنامج يمكن تحميله من هنا:


قم باختيار نظام التشغيل واللغة ثم حمل.

أما مطورو .NET فهم غالبا ما يستخدمون Microsoft Visual Studio، هل تعلم يا أخي أن هذا البرنامج ثمنه 1000 دولار؟ كيف ترضى لنفسك أن تسرق تعب الآخرين؟ البديل هو من نفس الشركة ولكن نسخة Express المجانية، وأخيراً طرحت مايكروسوفت نسخة جديدة أسمتها Microsoft Visual Studio Community Edition وهي إصدارة مجانية بالكامل وتحوي تقريباً معظم المميزات التي تقدمها الإصدارات غير المجانية.

البرنامج يمكن تحميله من هنا:



برامج الضغط:

يمكن الاستغناء عن استخدام برنامج WinRAR وبرنامج WinZIP واستخدام البرنامج المجاني 7Zip وهو برنامج رائع لضغط وفك الملفات المضغوطة بأغلب أمتدادات الضغط وأشهرها مثل:

RAR , ZIP , 7z, ZIP, GZIP, BZIP2 CAB, ISO, ARJ, LZH, CHMMSI, WIM, Z, CPIO, RPM, DEB ,NSIS

ويمكن تحميل هذا البرنامج من هنا :


برامج التصميم الهندسي والرسوميات:

بالنسبة للمصممين والمهندسين المدنيين أظن أنه من الصعب الحصول على برامج مجانية تنافس AutoCAD أو 3D Max وذلك لضخامة هذه البرامج وتعقيدها، ولكن يمكن بقدر الإمكان الاستغناء عنها وتجربة برنامج Blinder وهو برنامج للتصميم الثلاثي الأبعاد، يحتوي على واجهة رسومية تمكنك من تصميم النماذج بأحتراف وهو يضاهي برامج التصميم العالمية يمكن تحميله من هذا الرابط:


هذه نصيحة لنفسي و للإخوة بأن نتقي الله ما استطعنا، وأن نتحرى الحلال دائما ونبتعد عن الشبهات.

:: منقول بتصرف وتحديث ::

مع تحياتي