الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

أكبر عملية تسريع حقيقية يمكن أن تجريها لجهازك

لو بحثت على الإنترنت عن طرق لتسريع جهاز الكمبيوتر فسوف تجد آلاف الصفحات التي تعرض طرق متعددة للتسريع، إما يدوياً أو باستخدام البرامج، وتعدك هذه الصفحات والمواقع وتمنيك بأن جهازك سيصبح بسرعة الصاروخ بمجرد تطبيق هذه الإجراءات أو شراء ذلك البرنامج، إلى غير ذلك من هذا الكلام. والحقيقة التي يجب أن تعيها جيداً هي أن معظم هذه الطرق والبرامج إن لم نقل كلها لن تقدم لك فائدة تزيد عن 10% من سرعة جهازك.

سرعة جهاز الكمبيوتر تعتمد أساساً على مكوناته العتادية وليس البرمجية. وبالذات ثلاثة مكونات: المعالج (CPU) والذاكرة (RAM) والقرص الصلب (HDD). هذه المكونات الثلاثة هي المسؤولة عن سرعة وأداء جهازك، فإذا كانت مواصفاتها متدنية فلن تقدم لك الحلول البرمجية واليدوية أية فائدة تذكر. وهنا يجب الانتباه جيداً إلى أن المقصود بالذاكرة مثلاً ليس فقط حجمها، بل سرعتها، لأن الذواكر تختلف في سرعاتها وليس فقط في حجمها، فإذا كانت الذاكرة لديك هي 2 غيغابايت وسرعتها 666 ميغاهيرتز، ثم نزعت هذه الذاكرة وركبت ذاكرة جديدة حجمها 4 غيغابايت وسرعتها 333 ميغاهيرتز، فسوف يتدنى أداء جهازك بعكس ما تتوقع!

الأقراص الصلبة أيضاً تختلف في سرعاتها، ولذلك يجب أن تتأكد من سرعة القرص الصلب قبل أن تشتريه لا أن تركز فقط على حجمه، لأن حجمه مهما زاد فلن يحقق لك أية فائدة، الفائدة تجنيها من سرعته. ويمكن معرفة سرعته سواء بقراءة مواصفاته المكتوبة على العبوة، أو بتثبيته على الجهاز ثم استخدام برامج مخصصة لمعرفة السرعة. والحقيقة أن القرص الصلب هو أكثر مكون من هذه المكونات الثلاثة تأثيراً على سرعة جهازك، فمهما كانت سرعة معالجك ونوعه، ومهما كان حجم ذاكرتك وسرعتها، إذا لم تكن تعمل على قرص صلب ذي سرعة عالية فإنه سيلغي ما يقدمه لك المعالج والذاكرة من أداء مرتفع، فيما يعرف باختناق عنق الزجاجة.

أقراص HDD التقليدية ذات سرعات محدودة، ومهما زادت سرعتها فإنها محكومة بسقف معين لا تتجاوزه نظراً لكونها تعتمد على الحركة الميكانيكية للقرص ومعدل دورانه. ولهذا تحتاج إلى قرص من نوع آخر لا يعتمد على الحركة الميكانيكية، بل على شفرات ذواكر ذات حجوم كبيرة وسرعات عالية تشبه تماماً وسائط تخزين USB، أو ما يعرف بقرص الفلاش، ولكنها أسرع منها بكثير.

أصبحت هذه الأقراص متوفرة ومنتشرة في الآونة الأخيرة، وتسمى أقراص الحالة الصلبة (Solid State Drive) أو اختصاراً SSD. هذه الأقراص سريعة للغاية، تصل سرعتها إلى 25 ضعف سرعة القرص الصلب الميكانيكي التقليدي! وهي تتمتع بموثوقية واعتمادية، ولا تحتاج حتى لعمليات إعادة ترتيب الملفات التي تحتاجها الأقراص التقليدية (Defragmentation). وعند تركيبها وتثبيت نظام التشغيل عليها ستلاحظ فرقاً هائلاً في السرعة لا يقارن إطلاقاً بما تقدمه طرق التسريع اليدوية والبرمجية. وتجد في الصورة المرفقة مقارنة بين قرص صلب تقليدي (HDD) وقرص صلب سوليد ستيت (SSD)


من المقارنة أعلاه يتضح أن سرعة قرص (SSD) تفوق سرعة قرص (HDD) ب 20 ضعفاً! قد لا تصدق هذا الرقم، لكن إذا ثبتّ نظام التشغيل على هذا القرص ثم بدأت تشغيل الجهاز فإنك بالكاد ستستطيع رؤية شاشة الترحيب الخاصة بالنظام، فلن يكلفك الأمر أكثر من التفاتة لليمين أو اليسار حتى تجد سطح المكتب أمام عينيك.

بقي أن أذكر شيئاً واحداً مهماً. سعر هذه الأقراص يفوق سعر الأقراص التقليدية ب 3 إلى 4 أضعاف. فإذا كنت تشتري القرص التقليدي عادة ب 80 دولار أمريكي، فتوقع أن يكون سعر قرص SSD حوالي 300 دولار أمريكي! سعر مرتفع نعم، لكنك ستكتشف أنك كنت تعيش عصر المحركات البخارية في أوج مجد المحركات النفاثة.

هناك تعليق واحد: