الخميس، 14 مارس 2019

برنامج لضبط سرعة اتصال الإنترنت ADSL


عادة ما تعطيك الشركة المزودة للإنترنت حزمة اتصال معينة على الورق، ولكنك لا تستفيد من هذه الحزمة في الواقع. فمثلاً تخبرك الشركة أن سرعة اشتراكك هي 2 ميغابيت/ثانية ولكن حين تتصل بالإنترنت، تلاحظ أن سرعة اتصالك الحقيقية لا تتجاوز 1 ميغابيت.

إليكم برنامج جديد من تصميمي (ADSL Speed Controller). هذا البرنامج مخصص لزيادة أو تخفيض سرعة اتصال الإنترنت عبر أجهزة ADSL حسب الرغبة. يمكن تخفيض السرعة إلى أقل ما يمكن، أو زيادتها إلى أقصى ما يمكن. عليك فقط أن تلاحظ أن ضبط السرعة على الوضع الأقصى سيعطيك السرعة المرجوة، لكنه سيؤثر على استقرار الاتصال.  يمكنك طبعاً إعادة ضبط السرعة على الوضع الافتراضي متى شئت. مع ملاحظة أن ضبط السرعة سيعود للوضع الافتراضي بمجرد إعادة تشغيل جهاز الراوتر. الجدير بالذكر أنك تستطيع استخدام هذا البرنامج لتثبيت حالة الراوتر إذا كنت تعاني من عدم استقرار الاتصال. حيث يمكنك ضبط السرعة على مستوى منخفض فيستقر الاتصال.

البرنامج تجريبي ويعمل لمدة 7 أيام ثم تنتهي صلاحيته. في حالة ما إذا أعجبك البرنامج ووجدته مفيداً فسيكون عليك دفع قيمة 35 دينار للحصول على النسخة الكاملة والتي لا تختلف عن النسخة التجريبية سوى في كون صلاحيتها لا تنتهي.


الثلاثاء، 25 ديسمبر 2018

تشابه غريب. تشابه عجيب!



سأحكي لكم اليوم قصة عجيبة تختلط فيها التقنية الحديثة بالسحر والشعوذة وقصص ألف ليلة وليلة. هي قصة عجيبة عن تشابه عجيب غريب بين شيئين للوهلة الأولى يبدوان مختلفين عن بعضهما تمام الاختلاف، فكل منهما من عالم مختلف عن الآخر، بل معاكس له أشد المعاكسة، لكن إذا دققت النظر فيهما، وجدتهما متشابهين بل متطابقين لحد بعيد.

كلنا سمع أو قرأ قصة علاء الدين والمصباح السحري. نعم، القصة أشهر من أن أعيد ذكر تفاصيلها هنا حتى على سبيل التذكير فكلنا يعرفها. ما يهمنا فيها هو المصباح السحري، ذلك المصباح العجيب الذي تفركه بيدك فيخرج لك المارد ليلبّي لك كل طلباتك. سنأخذ هذا المصباح ونقارنه باختراع حديث نستخدمه كل يوم. اختراع لا يمت لقصص ألف ليلة وليلة الخرافية بصلة. اختراع أثبت أن الإنسان تجاوز عصر الخرافات والحكايات بملايين الأميال وأصبح يتربع على قمة العلم. إنه الموبايل. ذلك الجهاز الحديث الذي نستخدمه يومياً للاتصال والتصفح والشراء واللعب وحتى التجارة.

سأدخل مباشرة في المقارنة وسرد أوجه الشبه بين المصباح السحري وبين الموبايل:

1. المصباح السحري لا يختلف حجماً ولا وزناً عن الموبايل.

2. المصباح السحري هو في الأصل مصباح يضيء، والموبايل كذلك له مصباح يضيء.

3. المصباح السحري مصنوع من معدن خسيس قديم. وكذلك الموبايل مصنوع من معدن رخيص وبلاستيك.

4. حين طلب الساحر من علاء الدين الدخول للكهف وإحضار المصباح قال له أنه سيجد مصباحاً قديماً يعلوه الغبار ويبدو مختلفاً عن كل ما يحيط به من ذهب ومجوهرات ثمينة، ومع ذلك فهو أهم من هذه الكنوز كلها. والموبايل كذلك مصنوع من معدن رخيص عادي أو بلاستيك يبدو تافهاً جداً إذا وضعته بين الذهب والمجوهرات، ومع ذلك، إذا استطعت أن تتقن استخدامه وبرمجته واغتنام الفرص عليه يمكنه أن يحقق لك أموالاً ضخمة ويفتح لك كنز علاء الدين.

5. كان الكهف مليئاً بالأشجار التي تحمل ثماراً تبدو جميلة ورائعة وخلابة ولذيذة، ولكنها في الحقيقة ثمار مزيفة، مجرد نسخ مقلدة عن الأصل. هذه هي التقنية الحديثة، كل ما تعطيه لك هو مجرد نسخ مزيفة لا روح فيها. الموبايل يوفر لك التواصل مع الأهل والأصدقاء، ولكنه تواصل مزيف يضر أكثر مما ينفع، مكيف الهواء يعطيك برودة الشتاء، ولكنها برودة مصطنعة شاذة تسبب لك الأمراض، التلفزيون يعطيك متعة مشاهدة البرامج المضحكة، ولكنه ضحك مزيف لا يقارن بضحكة صادقة تحت شجرة مع رفيق الدرب. وهكذا...

6. لماذا لم يستطع الساحر أن يدخل الكهف ويحصل على المصباح بنفسه؟ لماذا أخذ معه علاء الدين ليستخرج المصباح من الكهف؟ الجواب: لأن المصباح مرصود باسم علاء الدين. أي لا يمكن أن يستخرجه ويستخدمه إلا شاب معين ومحدد اسمه علاء الدين وصفاته كذا وكذا. كذلك الموبايل، لا يمكن لأحد استخدامه سوى صاحبه الذي "يرصده" بكلمة سر أو نمط أو بصمة أو حتى صورة لملامح وجهه.

7. المصباح السحري تفركه بيدك فيلبّي لك المارد (الجني) طلباتك. وكذلك الموبايل تفركه بيدك فيلبي لك المارد (التقنية) طلباتك. يمكنك أن تطلب من مارد المصباح أن يأتي لك بمائدة شهية أو أن يحملك إلى مدينة أخرى. وكذلك يمكنك أن تطلب من مارد الموبايل أن يأتي لك بمائدة شهية أو أن يحملك إلى مدينة أخرى. الأولى مجرد أمنية يحققها لك بطريقة (سحرية) وأنت جالس في مكانك. والثانية كذلك مجرد أمنية يحققها لك بطريقة (تقنية) وأنت جالس في مكانك. تدخل بالموبايل على موقع المطعم وتطلب طلبك مع الديليفيري وتدفع بخدمة الدفع الإلكتروني فتأتيك المائدة الشهية إلى باب بيتك. كذلك تتصفح موقع شركة الخطوط الجوية وتحجز التذكرة وتدفع بخدمة الدفع الالكتروني وتتصل بخدمة التوصيل لتأتيك سيارة الأجرة حتى باب بيتك لتوصلك إلى المطار ومن هناك تحملك الطائرة إلى مدينة أخرى.

قد يقول قائل هنا أن هناك فرق. مارد المصباح يحقق لك أمانيك مجاناً، أما مارد الموبايل فيحققها لك نظير مال تدفعه. أقول: هذا المال الذي تدفعه لقاء تحقيق أمانيك يمكن لمارد الموبايل أن يقدمه لك مسبقاً بمجرد لمسات قليلة على شاشته. فأنت إذا استطعت أن تتقن استخدام الموبايل وبرمجته وتطوير البرامج عليه واستغلال فرص الكسب اللامتناهية من خلاله يمكنه أن يحقق لك أموالاً ضخمة في وقت قصير. هذه الأموال هي التي تستخدمها لتحقيق أمانيك الأخرى عبر الموبايل. إذن فهو في المحصلة لا يختلف عن مارد المصباح في تحقيق الأماني.

8. مارد المصباح كما نعرف هو مخلوق هائل جبار له قدرات خارقة، يطير بسرعة فائقة ويقرب البعيد ويسهل الصعب ويحقق الأماني في لمحة عين، ومع ذلك فهو عبد ذليل خاضع لمالك المصباح الذي يفركه وليس له سوى السمع والطاعة وتنفيذ أوامره بكل اسستلام. إذا فكرت في مارد الموبايل (التقنية) ستجد أن التقنية (المعالج، الذاكرة، نظام التشغيل، الإنترنت، الاتصالات) أيضاً هي "مردة" هائلة لها قدرات خارقة، وتعمل بسرعات فائقة وتقرب البعيد وتسهل الصعب وتحقق الأماني، ولكن أيضاً لا حيلة لها تجاه مالك الموبايل سوى السمع والطاعة وتنفيذ أوامره حرفياً بكل خضوع واستسلام كالعبد الذليل.

هذا التشابه العجيب والغريب لا يمكن أن يكون من باب الصدفة أبداً. هناك رابط ولا شك. فكرة المصباح السحري وفكرة الموبايل لابد وأنا تكونا قد خرجتا من عقل واحد. عقل خلاق حاذق ملهم. ولكن من هو هذا الملهم؟ دعنا نبدأ سلسلة الاحتمالات.

أول الاحتمالات هو أن نفترض أن الذي أوحى لمؤلف قصص ألف ليلة بفكرة المصباح السحري كان يعرف أن الإنسان بعد مئات السنين سوف يخترع الموبايل، فاستلهم من فكرة الموبايل قصة المصباح السحري وأوحاها لمؤلف تلك القصة بحسب عقليته في ذلك الزمان كي يستطيع فهمها. لكن كيف يمكن لمخلوق أن يعرف ما سيحدث في المستقبل؟ لا يوجد مخلوق على وجه الإطلاق يمكن له أن يعلم الغيب ويتنبأ بالمستقبل بهذا الشكل الدقيق.

سننتقل إذن إلى الاحتمال الثاني، وهو أن الشخص الذي أوحى لمؤلف قصص ألف ليلة وليلة بفكرة المصباح السحري هو نفسه الذي أوحى لمخترع الموبايل بعد مئات السنين بفكرة الموبايل. ولكن هذا مستحيل أيضاً، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض يمكن له أن يعيش مئات السنين بحيث يتواجد في عصور مختلفة ومتباعدة.

إذن، وبناء على ما سبق، نستنتج أن هذا الملهم ليس إنساناً قطعاً.

لنبحث إذن في ماهية هذا الشخص الملهم، ولنناقش الاحتمالات:

هل هذا الملهم هو الله سبحانه؟ بالنظر إلى أنه عز وجل هو الملهم لكل البشر عبر كل العصور؟ لا، هذا خطأ. قصة المصباح السحري تعج بالسحر والشعوذة والمردة والعفاريت، كما أنها قصة مليئة بالكسل والخمول والتوسل بالجن وطلب العون منهم والاعتماد عليهم في قضاء الحوائج، وهذه عقائد منحرفة لا تتماشى والوحي الإلهي الذي إنما أنزله الله ليبين للناس طريق الحق ويعلمهم التوكل على الله وحده والسعي والعمل لدنياهم وأخراهم.

إذن ننتقل إلى الاحتمال التالي: هل هذا الشخص الملهم هو ملاك من الملائكة؟ كلا طبعاً، الملائكة مخلوقات مكرمة مطهرة لا علاقة لها بالسحر ولا بالشعوذة، وهي لا تعصي الله أبداً، ولا يمكن أن تكون هي من أوحى للإنسان في غابر العصور بتلك القصص طالما أن الله سبحانه لم يأمرها بذلك.

لا يتبقى أمامنا سوى احتمال واحد أخير. لقد حددنا عبر الاحتمالات السابقة مواصفات الشخص الذي نبحث عنه، ولهذا فمعرفة شخصيته أصبحت سهلة. الشخص الذي نبحث عنه يتميز بالصفات الآتية:

هو طبعاً مخلوق من مخلوقات الله.
هو مخلوق لا يعلم الغيب بالطبع.
هو مخلوق عمره طويل مديد بحيث يتواجد في مختلف العصور.
هو مخلوق من صميم عمله أن يوحي لبني آدم بكثير من الأفكار. وهذه الأفكار لا تتماشى بل هي معاكسة للوحي الإلهي.
هو مخلوق يسعى دائماً إلى صرف الناس عن اتباع الوحي الإلهي ويلهيهم بالقصص والحكايات.
هو مخلوق يعلّم الناس الكسل والخمول وترك العمل ويمنيهم بالثروة وهم جالسين في مقاعدهم.
هو مخلوق يرتبط اسمه بالسحر والشعوذة والمردة والعفاريت.

فمن هو يا ترى؟

طبعاً هو الشيطان. ليس هناك مخلوق تجتمع فيه كل هذه الصفات سواه.

الآن وقد عرفنا أن الشيطان هو الذي أوحى للبشر بفكرة المصباح السحري. وعرفنا أنه هو نفسه الذي ألهم البشر صناعة الموبايل. إذن نخلص إلى نتيجة حتمية بديهية وهي أن الموبايل هو اختراع شيطاني، وما دام هو كذلك فهو ولا شك صنع للإضرار بالبشر وليس لخدمتهم وتسهيل حياتهم. فالشيطان عدو لدود لآدم، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يوحي لذرية عدوه اللدود بأفكار مفيدة وفيها الخير لهم، فتاريخه الطويل مع آدم وذريته يشهد أن كل ما أوحاه لهم منذ أول يوم عرفهم فيه هو الشر ولا شيء غير الشر. وهذا لا ينحصر في الموبايل وحده، بل يسري على كل الاختراعات التقنية الحديثة التي ظهرت فيما يسمى بما بعد عصر الفضاء. ولكي يتضح ذلك أكثر، يكفي أن أعرفكم على بعض الشخصيات البارزة في هذا المجال.

جاك بارسونز، الأب الروحي لعصر الفضاء، الرجل الذي اخترع الوقود الصاروخي الذي مكّن البشر من اختراق طبقة الستراتوسفير والصعود إلى القمر والكواكب، والذي لولاه لما كان للأقمار الإصطناعية وما ترتب عليها من ثورة في عالم الاتصالات والإنترنت والموبايل أي وجود. هذا الرجل كان من عبدة الشيطان، وكان يعلن ذلك صراحة بلا خجل أو حياء. في دفتر مذكراته التي كتبها عام 1948، كتب جاك بارسونز أنه رأى حلماً رأى فيه شخصاً يدعى: "بالريون المسيح الدجال" يقول له: أحسنت، استمر، أنت تساعدني!

فرانسيس بيكون، الفيلسوف الإنجليزي الشهير، مؤسس وقائد الثورة العلمية في بريطانيا وصاحب الفلسفة الجديدة القائمة على "الملاحظة والتجريب" خلافاً لفلسفة أرسطو القديمة القائمة على القياس، تلك الثورة التي ترتب عليها قيام عصر النهضة الصناعية في أوروبا . هذا الرجل كان يقرأ كتب السحر الأسود، بل وكان يكتب عن قوة السحر وعلاقته بالتقنية الحديثة وله كتاب اسمه: قوة التقنية ظهر فيه تأثره الواضح بالسحر والشياطين.

آرثر سي كلارك، صاحب رواية أوديسا الفضاء 2001. المخترع البرياطني الشهير الذي تنبأ في مقابلة له مع قناة بي بي سي البريطانية عام 1961 باختراع الإنترنت والموبايل والرسائل النصية وقال أنه بقدوم عام 2000 سيكون هناك أجهزة يحملها الناس في أيديهم ويتكلمون عبرها ببعضهم ويرسلون بها الرسائل لبعضهم. من أبرز ما قاله هذا الرجل هو أن التقنية الحديثة لن تبلغ أقصى مجدها وازدهارها حتى يصبح تمييزها عن السحر الشيطاني أمراً غير ممكن!

أخيراً. ما هي الحكمة من هذا الكلام؟

لو قال هذا الكلام شخص آخر غير العبد الفقير إلى الله، لربما اتهمه الناس بالجهل والتخلف ومعاداة الحضارة والاختراعات الحديثة، لكن وحيث أن الكثير يعرفونني ويعرفون أني مبرمج كمبيوتر غارق من قمة رأسي إلى أخمص قدمي في عالم الكمبيوتر والموبايل والتقنية فلا أظن أن أحداً يمكن له أن يتهمني أنا بالذات بالتخلف ومعاداة الحضارة والاختراعات الحديثة. ولكن الحكمة تؤخذ من أهلها، فلاني أعرف الناس بالتقنية فأنا أقول عنها ما أقول من واقع خبرة، ولا ينبئك مثل خبير. هؤلاء اليابانيون تخلوا كلياً عن صناعة البنادق، لماذا؟ السبب هو أنهم اكتشفوا أنه من المقزز أن يستغرق الرجل ثلاثين عاماً ليتعلم استخدام سيف الساموراي بمهارة بحيث يستطيع القتال به لساعات طويلة ويصرع به عشرات الرجال لوحده ثم يأتي أحمق يحمل بندقية فيقتله في ثانية واحدة. لقد اعتبروا هذا قمة الظلم المخزي، ولهذا تخلوا كلياً عن صناعة البنادق رغم أنهم كانوا أكثر البشر مهارة ومعرفة بصناعة البنادق.

هل يعني هذا أني سأترك التقنية التي عشت حياتي كلها غارقاً فيها؟ كلا طبعاً، لم يعد هذا ممكناً الآن، على الأقل بالنسبة لي أنا، لقد حاولت كثيراً ترك المدينة والهجرة إلى الريف والعيش في مزرعة هادئة مع أسرتي الصغيرة بعيداً عن صخب التقنية العصرية، ولكن حال بيني وبين مرادي ظروف قاهرة. ولهذا فلم يعد أمامي الآن سوى تقديم نصيحتي لغيري ممن لازال يظن أن التقنية الحديثة نعمة من الله سبحانه وليست وحياً شيطانياً. ولهذا فإليكم نصيحتي:

علينا أن نبتعد عن التقنية الحديثة بقدر الإمكان وأن نعود إلى الحياة الفطرية النظيفة، الحياة التي تخلو من كل مظاهر الإبهار والدجل والزيف والكسل. فإن وجدنا أنفسنا مجبرين على العيش في عالم تحيط بنا فيه هذه الاختراعات من كل مكان، فيجب أن يكون تعاملنا معها بحذر شديد وفي أضيق الحدود وعند الحاجة الملحة فقط. علينا أن نبتعد عن هذه الاختراعات التي أصبحت تغتال أغلب أوقاتنا وتلهينا عن التواصل مع أهلنا وأبنائنا وإخواننا وأصحابنا وذوي رحمنا بالطريقة الفطرية الصحيحة لا عبر أجهزة باردة جامدة. علينا أن نبتعد عن هذه الاختراعات التي أصبحت تعلمنا الخمول والكسل وتعطيل عقولنا والاعتماد على قوقل ليفكر بالنيابة عنا وترك الرياضة وترك اللعب في الهواء الطلق وترك الانخراط في الحياة الاجتماعية الواقعية والتقوقع داخل سجن مواقع التواصل الاجتماعي. علينا أن نبتعد عن هذه الاختراعات التي أصبحت تدخل علينا ونحن في فراش نومنا وتحت أغطيتنا أطناناً من الأفكار الهدامة والمعتقدات المنحرفة والمشاهد الفاحشة والتي لولاها لما وجدت سبيلاً إلينا. علينا أن نبتعد عن هذه الاختراعات التي أصبحنا نصدقها أكثر مما نصدق حواسنا ونرى العالم من خلالها فتصوره لنا عالماً آخر مزيف ومفبرك بسبب تقدم التقنية المرعب في فبركة الصورة والصوت والفيديو فتدخلنا في فتن وصراعات لا نهاية لها. علينا أن نبتعد عن هذه الاختراعات التي أصبحت تلهينا عن ذكر الله وفعل الخيرات وتجعلنا نؤخر الصلاة عن وقتها ونجلس بالساعات أمامها بلا حراك حتى تتيبس عظامنا وتنخر الأمراض المزمنة أجسادناً. علينا أن نكون واثقين أن الشيطان إنما ألهم الناس صنعها ليس لخدمتهم وتسهيل حياتهم كما يبدو لمن يرى بعين واحدة، بل لصرفهم عن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها في حياتهم ومعيشتهم وتعاملهم مع بعضهم ومع خالقهم، وبالتالي صرفهم عن الهدف الأساسي والوحيد الذي خلقهم من أجله وهو: عبادة ربهم سبحانه حتى يلقونه. قال الله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)" - سورة الذاريات.



ملاحظة: أمضيت ثلاث ساعات في كتابة وتنقيح هذه التدوينة. بقي عشر دقائق على أذان العصر وأنا لم أصل الظهر بعد. سأتوقف الآن عن استخدام هذه الاختراع الحديث "النافع" وسأصلي صلاة الظهر قبل أن تفوتني!

الخميس، 8 فبراير 2018

صور البهجة المتحركة على الفيسبوك Text Delight Animations

مؤخراً، وقبل عدة أشهر، قام موقع فيسبوك بإطلاق ميزة جديدة وهي إمكانية إظهار صور متحركة مبهجة عند التعليق بكلمات معينة، فمثلاً: إذا كتبت كلمة: BFF فستظهر هذه الكلمة بلون أخضر مع إمكانية النقر عليها. فإذا تم النقر عليها تظهر صورة متحركة مبهجة ليدين ملونتين راقصتين. مثال آخر: إذا كتبت كلمة congrats في تعليق فستظهر هذه الكلمة بلون برتقالي مع إمكانية النقر عليها. فإذا تم النقر عليها فتظهر صورة متحركة مبهجة لبالونات ملونة. وهكذا...

للأسف، يستخدم بعض الجهال والمحتالين هذه الميزات لتسويق معلومات خاطئة ومضللة، فمثلاً: ترى أحدهم على الفيسبوك يكتب منشوراً يقول فيه: أكتب BFF فإذا ظهرت لك الكلمة بلون أخضر فحسابك سليم، أما إذا ظهرت باللون الأسود فحسابك فيه مشاكل أو معرض للاختراق إلى غير ذلك من هذا الكلام.

طبعاً لا داعي للقول بأن هذه المنشورات ناتجة عن جهل أصحابها بوجود هذه الميزات وسبب إطلاقها وطريقة استخدامها، كما أن بعض المحتالين يستخدمونها لترويج منشوراتهم وصفحاتهم لجمع التعليقات والإعجابات.


الأحد، 28 يناير 2018

أذونات التطبيقات ما لها وما عليها


أذونات التطبيقات (ِApps Permissions) هي تصريحات يطلبها التطبيق منك عند تشغيله ليتمكن من أداء عمله كما ينبغي. مثلاً: إذا كان التطبيق مصمم للتعامل مع الصور ومقاطع الفيديو فيجب عليه أن يطلب تصريح بالوصول إلى هذه الملفات، ولا يمكن له العمل بشكل صحيح إلا إذا أعطيته أنت الأذن بذلك. مثال آخر: إذا كان التطبيق مصمم للعمل على تحديد المواقع فلابد له أن يطلب تصريح بالوصول إلى جهاز تحديد المواقع داخل جهازك، عدا ذلك فلن يتمكن من تحديد أو معرفة موقعك. وهكذا...


عادة ما يهمل المستخدمون العاديون النظر في هذه التصاريح، ويثبتون التطبيقات بدون الانتباه إلى ما تتطلبه من تصاريح. وهذه ثغرة  أمنية لا يمكن لأحد أن يغلقها إلا المستخدم نفسه. فبواسطة هذه الثغرة يمكن لمبرمج التطبيق في حالة توافر النية السيئة لديه أن يستخدم تطبيقه كوسيلة تجسس على المستخدم. فمثلاً يمكن للمبرمج إذا تحصل على كافة أذونات التعامل مع الشبكة والإنترنت والملفات أن يفتح بوابة لسحب جميع صورك وملفاتك الخاصة المخزنة على جهازك.

في هذه التدوينة، لدي نصائح للمبرمج وللمستخدم كليهما معاً:

بالنسبة للمبرمج: يجب عليك استخدام الأذونات التي يحتاج إليها تطبيقك فقط ولا تزد على ذلك ما لا حاجة لك به. فإن كان تطبيقك مصمم لمتابعة نتائج مباريات كرة القدم مثلاً فلا تطلب أذن لتحديد موقع المستخدم تحت أي ظرف، كذلك لا تطلب أذن للوصول إلى ملفات المستخدم الخاصة مثل الصور والمقاطع تحت أي مبرر. إذا فعلت ذلك فلا تلومن إلا نفسك مهما كانت نيتك حسنة. فجمهورك لا يعرفك شخصياً، وبالتالي لا يثق بك. ليس هناك مكان للمجاملة هنا. بالنسبة لي شخصياً، أي تطبيق يطلب أذن ليس في مجال اختصاصه أتجاهله تماماً ولا أثبته أصلاً.

بالنسبة للمستخدم: عليك قبل تثبيت أي تطبيق أن تراجع قائمة الأذونات التي يطلبها، إذا وجدت أنه يطلب أذونات ليست في مجال اختصاصه فلا تثبته أصلاً، فهذا هو الحل الأمثل، خاصة إذا كانت نسخة الأندرويد لديك هي لولي بوب فما دونها (النسخة 5 فما دونها)، فهذه النسخ من نظام أندرويد ليس فيها إمكانية للمستخدم العادي أن يسحب الأذونات. فإن كنت في حاجة شديدة للتطبيق، وكانت نسخة أندرويد لديك هي الخامسة فما دونها فليس لك خيار إلا عمل رووت لجهازك وبذلك يمكنك تحميل تطبيقات تساعدك على سحب الأذونات من أي تطبيق. 

أما إذا كانت نسخة الأندرويد لديك هي مارش ميللو فما فوق (النسخة 6 فما فوق) فيمكنك بسهولة سحب الأذونات بالدخول على الإعدادات ثم التطبيقات ثم الأذونات وسحب ما لا تريد إعطاؤه للتطبيق منها.

أكرر... أيها المبرمج، إذا طلبت أذونات حساسة ليست في مجال اختصاص تطبيقك فلا تلم المستخدمين إذا أهملوا تطبيقك أو حتى شنّعوا عليه أو علقوا تعليقات لاذعة في متجر غوغل بلاي. البرمجة ليست فقط هي الخبرة في كتابة الكود، بل الخبرة كذلك في التعامل مع جمهورك.

وأيها المستخدم: لا تقم بتثبيت التطبيقات قبل أن تراجع الأذونات التي تطلبها، إذا قمت بتثبيت لعبة فطلبت منك أذن للوصول إلى الرسائل فلا تلم إلا نفسك إذا قامت اللعبة باستنفاذ رصيك عبر إرسائل رسائل بدون علمك إلى جهات غير معلومة.

الثلاثاء، 13 يونيو 2017

كيف تحمي شبكتك من المتطفلين بشكل نهائي


معظمنا يملك جهازاً للبث اللاسلكي للاتصال بالإنترنت (راوتر)، ومهما كان مصدر الإنترنت فإننا في كل الأحوال نستخدم الاتصال اللاسلكي (واي فاي) لأنه أكثر مرونة وسرعة في الاتصال، حيث يمكن الاتصال بالراوتر بدون تجهيزات إضافية سواء من اللابتوب أو الموبايل أو حتى جهاز الكمبيوتر المكتبي إذا كان مزوداً بكارت شبكة لاسلكية. لكن تبقى مشكلة الخصوصة والأمان هي الهاجس لكل مستخدمي الإنترنت، فالشبكات اللاسلكية تكون دائماً عرضة لتطفل المتطفلين ما لم يقم المستخدم بإجراءات تكفل له الخصوصية والأمان أثناء الاستخدام.


من واقع خبرتي، وجدت أن الوسيلة المثلى لحماية شبكتك اللاسلكية من المتطفلين هي بحصر الأجهزة التي يمكنها الاتصال بشبكتك اللاسلكية في عدد معين من الأجهزة، ومنع كل ما عداها من الاتصال، وهذا لا يكون باستخدام كلمة المرور الشائعة فقط، فكلمة المرور هذه يمكن للمخترقين تخمينها أو حتى اختراقها. وإليكم الطريقة:

1. أدخل من خلال المتصفح على العنوان الآتي: 192.168.1.1
2. أدخل كلمة ِAdmin في حقل اسم المستخدم وكلمة Admin في حقل كلمة المرور
3. من القائمة على اليسار أدخل على Basic ثم WLAN ثم WLAN Filtering
4. ضع علامة صح أمام خيار Enable
5. أختر Whitelist من أمام Filtering mode
6. حدد اسم شبكتك اللاسلكية من القائمة
7. في حقل Source MAC Address ضع عنوان الماك الخاص بجهازك الذي تريد السماح له فقط بالاتصال بشبكتك اللاسلكية. هذا العنوان تستطيع الحصول عليه بطريقة يدوية صعبة بعض الشيء سواء على جهاز الكمبيوتر أو الموبايل، ولكن سأدلك على طريقة أسهل:

على جهاز الكمبيوتر أضغط على هذا الرابط وحمل البرنامج (وهو من تصميمي) وشغله على جهازك وسوف يعطيك عنوان الماك الخاص بجهازك. فقط أنسخه وضعه في الخانة المخصصة المذكورة في الخطوة رقم 7 أعلاه.

أما على جهاز الموبايل فاضغط على هذا الرابط لتحميل هذا البرنامج وشغله على جهازك وسوف يعطيك عنوان الماك الخاص بموبايلك. فقط أنسخه وضعه في الخانة المخصصة المذكورة في الخطوة رقم 7 أعلاه.

كرر هذه الخطوات مع كل جهاز تملكه في بيتك أو مقر عملك سواء كان كمبيوتر مكتبي أو لابتوب أو موبايل. وفي كل مرة تدخل عنوان جهاز جديد أضغط على SUBMIT للحفظ.

الآن أطفئ وأعد تشغيل الراوتر المزود للإنترنت، وبذلك تكون قد حصنت نفسك من دخول المتطفلين، ولن يستطيع أي شخص الدخول على شبكتك حتى ولو كان يعرف كلمة المرور. الأجهزة الوحيدة التي يمكنها الاتصال هي التي وضعت عناوينها في الخطوات أعلاه. مع ملاحظة أن هذه العناوين يجب أن تكون سرية فلا تسمح لأي شخص بمعرفتها.

لا تتردد، قم بالخطوات أعلاه واحم نفسك من المتطفلين.


الثلاثاء، 23 مايو 2017

تحقق من وجود متطفلين يستخدمون الواي فاي الخاص بك


إذا كان لديك راوتر ADSL في بيتك أو في مقر عملك وأردت معرفة ما إذا كنت تستخدمه لوحدك أم أن معك أشخاصاً آخرين على الخط تسللوا إليه بطرق غير شرعية فإن أول فكرة تخطر على بالك هو مراقبة مصباح الإنترنت على الراوتر إن كان يشير إلى عمل الجهاز حتى وأنت غير متصل به. فإن كان يضيء وينطفئ باستمرار فقطعاً هناك من يستخدمه غيرك. كذلك فإن مراقبة رصيدك من البيانات ضمن حسابك لدى الشركة المزودة إن كان ينقص بدون أن تستخدمه هو فكرة جيدة أخرى. لكن هذه الأفكار تظل إجراءات غير دقيقة لمعرفة ما إذا كنت وحدك أو معك شخص آخر متطفل.


أفضل طريقة هي تثبيت هذا البرنامج المجاني واسمه Who Use My WiFi ومن اسمه، يمكن معرفة وظيفته، فهو يعلمك بوجود أية أجهزة أخرى متصلة معك في شبكتك الخاصة، سواء كان الاتصال عبر الكابلات السلكية أم عبر الاتصالات اللاسلكية (WiFi). فقط ثبت التطبيق على موبايلك ثم تأكد من اتصال موبايلك بشبكتك التي تريد الكشف عنها ثم افتح التطبيق واضغط على زر START SCAN وانتظر لحظات حتى ينتهي الكشف.

بعد انتهاء الفحص ستظهر لك قائمة بالأجهزة المتصلة بشبكتك الخاصة بحسب عناوينها، في الصورة تظهر قائمة بثلاثة أجهزة متصلة، الجهاز الأول هو موبايلك أنت ويشير إليه التطبيق بكلمة: (This Device). ويضع له صورة موبايل بجانبه لتعرف أنه موبايل وليس جهاز كمبيوتر. والجهاز الثاني هو راوتر ADSL الخاص بك ويشير إليه التطبيق باسم (Your Router) ويضع له التطبيق صورة شبكة لاسلكية. أما الجهاز الثالث فهو جهاز كمبيوتر نوع Hewlett Packard ويشير إليه التطبيق بعلامة صح خضراء ليدلل على أنه متصل عبر الكابل وهو هنا جهازي أنا. ويمكنك أن تضغط على زر INFO لمعرفة معلومات إضافية عن كل جهاز من هذه الأجهزة.


كل ما عليك هو أن تتفحص قائمة الأجهزة المتصلة بعناية فإذا وجدت بينها جهازاً غريباً لا تعرفه فاعلم أنه جهاز متطفل، وينبغي عليك حينها أن تقوم بإجراءات تكفل منع هذا المتطفل من الاتصال بشبكتك مرة أخرى. كإجراء سريع عليك أن تقوم فوراً بتغيير جميع كلمات المرور الخاصة بك بما فيها كلمة مرور الشبكة اللاسلكية الرئيسية وكلمة مرور عقدك مع الشركة والرمز السري وحتى كلمات مرور إيميلاتك وحسابك في الفيسبوك وغيرها لأن جميع كلمات مرورك أصبحت معروفة للمتطفلين، وبعد أن تقوم بتغييرها قم بإطفاء الراوتر ثم تشغيله من جديد.


الخميس، 18 مايو 2017

أحذر من اختراق شبكة الواي فاي (WiFi) الخاصة بك


تأتي روترات الشبكات اللاسلكية في غالب الأحيان بخدمة تسمى (WPS) وتكون هذه الخدمة مفعلة افتراضياً، وعادة لا يقوم المستخدم بإبطالها ويتركها كما هي. هذه الخدمة مصممة لتمكين الأجهزة المحيطة بالراوتر مثل أجهزة الكمبيوتر المحمول والموبايلات من الاتصال لاسلكياً به بشكل سريع ومؤقت بدون الحاجة إلى معرفة كلمة المرور الرئيسية. فمثلاً إذا زارك ضيف وطلب منك الدخول إلى شبكتك لكي يتمكن من تصفح الإنترنت على موبايله ولم تكن ترغب في إعطائه كلمة مرور الشبكة اللاسلكية، فإنك تستطيع السماح له مؤقتاً بالدخول على شبكتك عن طريق الضغط على زر WPS الموجود بالراوتر الخاص بك وبالتالي يستطيع الدخول لمرة واحدة فقط، وحالما يقطع الاتصال لن يستطيع الاتصال مجددا ما لم تضغط ذلك الزر من جديد.


المشكلة الكبرى في هذه الخدمة أنها عرضة للاختراق بسهولة، ذلك لأن الراوتر الذي يدعم هذه التقنية يقوم بإصدار رمز مرور قصير (مكون من أربع خانات) ويخزنه بذاكرته، هذا الرمز القصير يمكن للمخترق تخمينه باستخدام تقنية الهجوم الأعمى (Brute Force)، حيث يكرر المخترق عن طريق برنامج معد لذلك رموز المرور من 0000 إلى 9999 فيصل إلى الرمز الصحيح ويستخدمه للاتصال بشبكتك، وحالما يتم له الاتصال فإنه سوف يعرف جميع كلمات مرورك.

الحل الجذري لهذه المشكلة هو بتعطيل هذه الميزة تماماً فهي من أكثر خدمات الشبكة اللاسلكية عرضة للاختراق. كل ما عليك هو أن تدخل على الراوتر الخاص بك كما يلي:

1 - شغل المتصفح المفضل لديك
2 - ضع في سطر العناوين العنوان الآتي 192.168.1.1 ثم اضغط أنتر
3 - أكتب كلمة Admin في سطر المستخدم وكلمة Admin في سطر كلمة المرور ثم اضغط أنتر
3 - أذهب إلى خيار Basic ثم خيار WLAN
4 - أزل الإشارة من خيار Enable بجوار خيار WPS ثم اضغط على زر Submit كما هو موضح بالصورة.

بهذه الطريقة تكون قد حصنت نفسك ضد هذه الثغرة. ولكن بعد القيام بهذه الخطوات عليك أن تقوم بتغيير جميع كلمات المرور الخاصة بك بما فيها كلمة مرور الشبكة اللاسلكية الرئيسية وكلمة مرور عقدك مع الشركة والرمز السري وحتى كلمات مرور إيميلاتك وحسابك في الفيسبوك وغيرها، لأنه في حالة أن الراوتر الخاص بك قد تم اختراقه في السابق فإن جميع كلمات مرورك أصبحت معروفة للمخترقين.