هذا نص لقاء أجراه معي السيد الفاضل هيثم المخرم صاحب مدونة وقفات سنة 2009 أردت أن أنقله هنا لغرض التوثيق، وكذلك لما ورد به من معلومات لا تتوفر هنا حول تجربتي وشخصيتي المتواضعة.
بسم الله الرحمن الرحيم
في ضيافتي اليوم شاب ليبي صاحب شهرة عالمية واسعة في البرمجة ، له العديد من البرامج لمكافحة الفيروسات وتنظيف نظام التشغيل منها ، لاقت برامجه نجاحا ، لنتعرف عليه سوياً.
عصام مرحباً بك في ضيافتي.
أشكرك أخي هيثم على تلطفك بتوجيه الدعوة، وإنه ليسعدني ويشرفني أن أمضي هذه الدقائق في ضيافتك.
العبد الفقير إلى الله هو عصام مفتاح سرقيوة، مسلم عربي ليبي درناوي (نسبة لمدينة درنة) يمكنك اعتباري مثال للتنوع الليبي الجميل والوحدة الوطنية الذي تمتاز به مدينة درنة. بحكم المولد والسكن أقطن درنة كما سكنها أجدادي منذ مئات السنين، وأنا على ذلك سليل أربع قبائل ليبية من أربع مدن ليبية مختلفة، فأعمامي قزير من مصراتة، وأخوالي ورفلة من بني وليد، وأخوال الوالد عائلة ساسي من تاجوراء، وأخوال الوالدة عائلة بن عمران من زليتن.
بعد الثانوية العامة واجهتني ظروف صعبة أدت إلى تعطلي عن الدراسة لخمس سنوات كاملة التحقت في نهايتها بالمعهد العالي للمهن الشاملة بدرنة سنة 1992 من القرن الماضي وحصلت على الدبلوم العالي في المحاسبة بامتياز، وبرغم أن تخصصي لم يكن هو الكمبيوتر (لم يكن هناك حينها في درنة من معهد عالي أو كلية للحاسوب) إلا أنني كنت “طالب كمبيوتر مع وقف التنفيذ”، فعقلي كان مع المحاسبة أما قلبي فكان مع الكمبيوتر، وقد كلل هذا العشق بمشروع تخرجي والذي كان بناء منظومة على الحاسب لأتمتة الأعمال المحاسبية في الوحدات الإدارية العامة وقد نجحت تلك المنظومة وبامتياز بل وعمل بها في المعهد نفسه لتسيير أعمال القسم المالي. لم تكن دراستي للمحاسبة بدافع الحب بل ما كانت إلا لغرض الحصول على شهادة بأسرع وقت ممكن نظراً لتأخري 5 سنوات لإيفاء متطلبات “التعيين” لأن ظروفي آنذاك لم تكن تسمح لي بالدراسة خارج المدينة في المجال الذي طالما أحببته وهو الكمبيوتر.
بسبب أنني “بيروقراطياً” لست من “الكفاءات الممتازة” وأنني “لا شيء” في مجال الكمبيوتر الذي أمضيت فيه قرابة 23 عاماً تقرر أنني لا أستحق الإيفاد للخارج لدراسة الكمبيوتر وأن غيري من “ذوي الكفاءات الممتازة” هم أحق مني بذلك، بل وتقرر أنني “عمالة زائدة” وأحلت إلى المركز الوطني مع بداية عام 2008 وأنا أجد العذر لهم في ذلك، فبرغم أن الذين اعتبروا أني عمالة زائدة هم أنفسهم يجمعون على خبرتي وكفاءتي في مجال الكمبيوتر إلا أنهم يعتذرون بأن الدولة لا تعتمد على الخبرة لتقييم الكفاءة والتعيين بل تعتمد على “الشهادة” وهذا لعمري مفارقة مضحكة مبكية في آن واحد.
متزوج ولدي ثلاثة أبناء أكبرهم يحيى 4 سنوات، ثم ياسين سنتان، ثم أخيراً ملاكي الصغيرة نور الهدى 10 أشهر. مزاجي معتدل أغلب الوقت، ولكن العصبية المفرطة هي السمة الغالبة علي شخصيتي رغم أني لا أظهرها لأحد، أواجه المصاعب وسخريات القدر بصدر رحب. إعتمادي كله على الله وعلى نفسي فلست أنتظر أو أتوقع من أحد شيئاً، حالتي الصحية مستقرة نوعاً ما يتخللها معاناة القولون العصبي مرض المهنة الشهير وقاكم الله شره والحمد لله على كل حال.
بدايتي مع الحاسوب كانت في سن مبكرة قبل 23 عاماً من الآن وبالتحديد سنة 1986 من القرن الماضي وقد كان أول جهاز كمبيوتر رأيته واستخدمته هو IBM XT بمعالج 8088 Intel بسرعة 5MHz بدون قرص صلب بل فقط قرص 5.25 إنش المرن والذي يحوي نظام تشغيل دوس 3.2 وبرغم أن هذه المواصفات لا تقارن بمواصفات أجهزة اليوم إلا أن ذلك الجهاز كان بالنسبة لي أعجوبة الأعاجيب في حينها لأن آلة تأمرها فتطيع كانت كفيلة بإبهاري وكانت كافية لكي “أقع في حبها”، ومنذ ذلك اليوم وحتى اليوم لازالت قصة الحب مستمرة.
بدأت تعرفي على الإنترنت بشكلها الحالي قبل عشر سنوات وتحديداً سنة 1999 من القرن الماضي، برغم أني درستها نظرياً قبل ذلك بسنوات، وأذكر أنني اشتريت المودم من مدينة بنغازي والذي ما زلت أحفتظ به للذكرى. كانت أول صفحة أراها على الويب باستخدام متصفح IE هي صفحة microsoft.com رغم أني قبل ذلك كنت أستخدم قوائم غوفر gopher للوصول لموارد الانترنت ومزودات ftp لتحميل الملفات من خلال نظام دوس، بل إنني حاولت الدخول على بعض خدمات ال BBS التي كانت تعمل في مصر ولكن ذلك كان لمجرد الاستكشاف لأن تكلفة المكالمة كانت مرتفعة جداً، وأذكر أن الصفحة التي حاولت الدخول عليها على الويب بعد ذلك كانت avp.com لأنها صفحة برنامج AVP لمكافحة الفايروسات والذي كنت أستخدمه وأعشقه قبل الإنترنت ويومها فوجئت بالموقع Kaspersky.com يفتح بدلاً من ذلك وحينها علمت أن يوجين كاسبرسكي قد أسس شركة بعد أن كان مبرمجاً مستقلاً وتغير اسم برنامجه من AVP إلى Kaspersky
بدأ تعرفي على عالم الفايروسات منذ بداياتي في التعرف على الكمبيوتر أي في نهاية الثمانينات من القرن الماضي وذلك عن طريق ما كان يصلني من مجلات تقنية إنجليزية مثل PC Magazine و PC World و CHIP وكان ذلك العالم أكثر ما شدني في علم الكمبيوتر وكانت لي مقولة لكل من يريد إتقان الكمبيوتر يومها حيث أقول له : إصنع فايروس وسوف تقنعني بدون أن تتكلم أنك تربعت على عرش علم الكمبيوتر، طبعاً في تلك الأيام كانت الحال تختلف، فاليوم لم تعد هذه المقولة صحيحة حيث يمكن لأي مبتدئ في البرمجة أن يصنع فايروس في دقيقتين، لأنها ليست فايروسات إنما هي في مجملها ديدان وتروجانز، أما في “العصر الحجري للكمبيوتر” وهو أواخر الثمانينيات من القرن الماضي فقد كان صنع الفايروس أو صنع مضاد له كفيل بإقناعي بمهارة صاحبه لأنها كانت فايروسات حقيقية وليست مجرد ديدان!
كانت أول تجربة لي في برمجة مضادات الفايروسات سنة 1998 إبان انتشار فايروس جديد مخصص لنظام دوس ونوفل وهو غير معروف لمضادات الفايروسات التي كانت تصلنا عن طريق أقراص الفلوبي -لم يكن حينها من إنترنت للتحديث- ذلك الفايروس فشلت جميع مضادات الفايروسات مثل Mcafee و avp و F-Prot في كشفه، وكان قد غزى جميع أجهزة الدوائر الحكومية والمصارف والمعاهد، فقلت لنفسي لم لا أصمم برنامجاً للقضاء عليه، وهكذا كان، ونظراً لأن الفايروس لم يكن معروفاً فقد أطلقت عليه يومها اسم “EvilEye” والبرنامج مازال بحوزتي حتى الآن رغم أن عمره يتجاوز 11 عاماً وهو ما يزال يعمل بكفاءة وينجح في إزالة الفايروس من جميع الملفات المصابة. بعد ذلك بعدة أشهر توصل برنامج Norton إلى اكتشاف ذلك الفايروس ولكنه كان يخطئ في عملية الإزالة مما يؤدي إلى فشل النظام عند تطبيق عملية الإزالة وستعجب إن قلت لك أن نورتون ما زال إلى اليوم يفشل لسبب تقني لم يتفطن إليه مبرمجو نورتون أدى إلى وضعهم لخوارزمية خاطئة للإزالة تتسبب في تخريب الملفات بدل تنظيفها من الفايروس. حاولت تسويق برنامجي يومها ولكن لم يكن أحد قبل 11 عاماً من الآن يتوقع أو يصدق (أو يريد أن يصدق) أن مبرمجاً ليبياً شاباً قادرٌ على برمجة برنامج لإزالة ما لم تفلح بإزالته المضادات العالمية، وفعلاً فضل مدراء المصارف والمؤسسات الفورمات لتظيف أجهزة مؤسساتهم من الفايروس كل أسبوع مع ما يسببه ذلك من تعطيل عملهم وتعطيل مصالح الجمهور والعملاء على أن يدفعوا مبلغاً زهيداً جداً لقاء برنامجي.
كان اعتمادي من بعد الله سبحانه وتعالى -وما يزال- على نفسي بنسبة 100%، فخلال مسيرتي الطويلة والتي تمتد لأكثر من 23 عاماً لم يسبق لي أن تلقيت دعماً مادياً من أحد، أما الدعم المعنوي فحدث ولا حرج، من العائلة والأقارب والأصدقاء والمعارف وحتى من الذين لا أعرفهم من شرق الأرض وغربها والذين كانت كلماتهم وستظل بإذن الله خير معين لي على مواجهة المصاعب.
اشكرك على استخدام برامجي المجانية، وأتمنى أن تقرر يوماً ما أن تشتري أحد برامجي المدفوعة. وبالنسبة للسؤال حول تحول البرامج من مجانية إلى مدفوعة فهو يحتاج إلى تدقيق قبل الإجابة عنه، لأن كل برامجي المجانية ما زالت كما هي مجانية باستثناء برنامج واحد هو iPMS فهذا هو البرنامج الوحيد الذي كان مجانياً بالكامل عند إصداره ثم بعد عدة أشهر أصبح مدفوعاً بالكامل، وسبب تحوله إلى مدفوع هو أن هذا البرنامج كانت قاعدة بياناته تحوي 1000 فايروس فقط، ثم بعد ذلك عملت عليه فترة طويلة وزدت العدد إلى 60 ألف فايروس وحين وجدت أن فنيي الصيانة في محلات الكمبيوتر أصبحوا يستخدمونه لتحقيق الربح رغم التحذير بعدم فعل ذلك قررت أنه من الظلم لنفسي ولجهدي أن يظل البرنامج مجانياً، ولكن للأسف حتى بعد تحوله إلى مدفوع ظل هؤلاء يستخدمونه لتحقيق الربح بدون أن يشتروه مني بل يستخدمون الكراك لكسر حمايته. جدير بالذكر أن مبيعات برامجي خلال العام الفائت لم تصل حتى لدفع قيمة التجديد السنوي لموقعي فإذا أخذت بعين الاعتبار أن أكثر من مليون نسخة من برنامج iPMS فقط تم تحميلها من موقعي ومن المواقع الأخرى وأن قيمة هذا العدد من النسخ لو تم شراؤها يبلغ 15 مليون دولار أميركي، فإن لك أن تحسب كمية السرقات الهائلة والإحباط الذي يمنع أي مبرمج عن مواصلة مسيرته ومع ذلك تراني مستمراً وكأن شيئاً لم يكن، بل وأدفع من جيبي الخاص لتغطية مصاريف موقعي ومصاريف الانترنت وغيرها من المصاريف. كل ذلك على أمل أن يتم سن القوانين التي تحمينا كمبرمجين وتحمي حقوقنا وتكون حافزاً لنا على المزيد من البذل والعطاء.
لا يوجد من يساعدني في برمجة البرامج، فكل برامجي هي نتاج عملي الشخصي فقط، والحقيقة أن إنشاء فريق برمجي ليس في خططي القريبة ولا حتى البعيدة، فقد جربت ذلك ولم يجد نفعاً وذلك لأسباب واضحة منها غياب روح الفريق لدى المبرمجين العرب لأن كل من عرض المساعدة كان حب الأنا والرغبة في أن يكون هو “الكل في الكل” سائدة في كلامه، كما أن الفريق مع غياب قوانين الملكية الفكرية يجعل من حقوق الملكية الفكرية غير واضحة المعالم لأنه من الصعب تحديد الأجزاء البرمجية الأكثر أهمية والمناطة بأحد أعضاء الفريق والتي ساهمت في انتشار ونجاح برنامج ما، كما أن ليس هناك مبرمج عربي واحد يتقبل أن تسرق منه ملايين الدولارات المحتملة ثم يستمر في العمل. الفكرة التي أضعها في خططي المستقبلية هي توظيف مساعدين لأداء مهام محددة مثل الرسوميات والصوتيات بحيث أوكل لهم مهمة محددة يأخذ عنها المبرمج أجره ثم لا يكون له بعد ذلك علاقة بالبرنامج سواء ربح البرنامج أم خسر.
صدقت، ولكن السبب ليس لأنهم لا يعرفونني، هم يعرفوني تمام المعرفة لأن اسمي مكتوب وبالعربية على كل برامجي، كما أن برامجي تنقلك إلى موقعي الشخصي تلقائياً بمجرد تشغيلها، بل بمجرد وضع اسم البرنامج في غوغل سوف يوصلك إلى موقعي في قمة الصفحة الأولى من غوغل. الواقع أن معظم مستخدمي برامجي هم كما تفضلت من المستخدمين المتقدمين وأصحاب محلات الكمبيوتر والذين يستخدمون برامجي المقرصنة في إصلاح أجهزة زبائنهم ويتقاضون عن ذلك أموالاً، وهؤلاء ليس من مصلحتهم أن يعرفوني لأن الاتصال بي يعني أن عليهم تسديد الفاتورة الطويلة. دخلت مرة محلاً من محلات الكمبيوتر في مدينة بنغازي ووقع نظري بالصدفة على فني الصيانة وهو يستخدم برنامج مقرصن من برامجي في إصلاح جهاز بين يديه فلم أزد على الابتسام، ولكني أخبرته أني صاحب هذا البرنامج وبكل أدب رحب بي ووجه يحمر خجلاً. بعد أسبوع فوجئت بمدير ذلك المحل يتصل بي بدون سابق معرفة ويطلب مني أن أقبل ثمن برامجي لأنه حسب قوله “يستخدمه جميع فنيو الصيانة في محله”.
السبب وراء لغة موقعي الرئيسي الإنجليزية للأسف هو أن إنشاء موقع عربي لتسويق برامج ووتوفير نظام دفع الكتروني ودعم فني للمستخدمين الناطقين باللغة العربية أثبت فشله من واقع تجربتي الشخصية، فقد اكتشفت أنه أمر لا جدوى منه لأن موقعي كان منذ سنة 2006 باللغة العربية ثم في أواسط سنة 2007 قمت بتغيير اللغة إلى الإنجليزية وذلك لسبب بسيط ومنطقي اكتشفته بعد فترة طويلة في التعامل مع المستخدمين العرب وهو أنه ليس من بين العرب من تتعزز لديه ثقافة شراء البرامج إلا من رحم ربي بل كلهم يقرصنونها، وبرغم أن مستخدمي برامجي العرب بلغ عددهم حتى اليوم الملايين إلا أن أحداً منهم لم يشتر مني أي نسخة بطريقة شرعية بل كلها مسروقة أما الذين يشترون فهم وللأسف وأقول للأسف ليسوا عربا ولا حتى مسلمين و90% منهم من امريكا وبريطانيا وهؤلاء أنا مضطر لتوفير الدعم الفني لهم وبلغتهم لأنهم مستخدمون شرعيون!!!
حين قمت بتغيير لغة موقعي الرئيسي من العربية إلى الإنجليزية في أواسط سنة 2007 كما ذكرت سابقاً شعرت أن المستخدمين العرب لابد أن يكون لهم نصيب من موقعي ولكن بدون إدخالهم في متاهة البيع والشراء وحقوق الملكية بل فقط الاقتصار على مساعدتهم مجاناً من خلال الموقع العربي وكذلك توفير مكان للحوار حول قضايا الملكية الفكرية وبيان خطورتها وأهميتها لمستقبلنا التقني العربي. قبل ذلك كنت أكتب عن برامجي بمنتدى خاص بالمكتب الذي كنت أعمل لحسابه وهو مركز الخليج للحاسبات بمدينة درنة وحين تم إغلاق ذلك الموقع ظلت قاعدة بيانات المنتدى (منتدى vBulliten) متوفرة لدي ولم أشأ أن أضيعها نظراً لما حوته من مواضيع ومشاركات قيمة، وحيث أنني لم أكن أحب منتدى vBulliten قررت شراء نسخة من منتدى IPB الذي كنت من عشاقه (كمستخدم وليس كمطور)، وهذا ما حصل. بحثت ضمن موقع IP عن الداعم العربي فوجدت أنه Arab Heaven فقمت بتحميل نسخة من المنتدى وتركيبها ثم تحويل قاعدة بيانات منتدى vBulliten إليها، بعد ذلك راسلت الشركة وأخبرتهم أنني قمت بتركيب النسخة المعربة من المنتدى وطلبت منهم طريقة تفعيل هذه النسخة بشرط ألا يجبروني على مسح قاعدة البيانات القديمة، فقال لي الموظف أن ليس علي سوى وضع كود التفعيل في مكانه المخصص ضمن لوحة التحكم ليتم التفعيل، رجعت للوحة التحكم ولم أتمكن من وضع كود التفعيل لأن النسخة كانت “منزوعة كود التبليغ” أو ما أحب أنا أن أسميها دائماً “نسخة مسروقة” (وأنا أستغرب كيف يتم وضع موقع يقوم بقرصنة المنتدى ضمن قائمة الداعمين في موقع الشركة)، طلب مني الموظف أن أقوم بحذف النسخة القديمة ثم تركيب آخر إصدارة من المنتدى ثم استيراد قاعدة البيانات بعد ذلك ولكني بعد المعاناة التي قضيتها في تحويل قاعدة بيانات منتدى vBulliten إلى IPB وحيث أن المنتدى لم يعد بإمكاني إيقافه حتى لساعات لم أشأ المخاطرة فقررت تأجيل الموضوع برمته فالمهم عندي هو شيء واحد وهو أنني مستخدم شرعي (دفعت لقاء هذه الشرعية حوالي 250 دولار أميركي) وأن المنتدى يسير بدون مشاكل وهذا كل ما أريد من منتدى على هامش موقعي، حتى وإن كنت بهذا أخسر الدعم الفني لمدة ستة أشهر والترقيات المجانية خلال هذه المدة.
حدث معي هذا مع حزمة مايكروسوفت فيجيوال ستوديو، فقد كنت منذ سنوات أستخدم نسخة مقرصنة منها، وبعد أن اشتريت النسخة الأصلية (ثمنها 850 دولار أمريكي) لم أحذف النسخة المقرصنة وما زلت أعمل بها حتى يومنا هذا لأنه لا يوجد فرق بين النسخة الأصلية والمقرصنة إلا الفرق المعنوي وهو السرقة، فالمهم عندي أنني اشتريت البرنامج وأصبحت مستخدماً شرعياً. هذا الإجراء أنصح به زبائني أيضاً، فكثر منهم يتصل بي ويخبرني أنه كان يستخدم نسخة مقرصنة من برامجي وأنه تاب عن ذلك ويريد الآن أن يشتري مني البرنامج فأقول له أن لا داعي لحذف البرنامج المقرصن لأنه هو بذاته (تقنياً) البرنامج الأصلي ولكن الفرق أنه لم يدفع ثمنه ولم يحصل على كود التفعيل مني مباشرة بل حصل عليه عن طريق الكراك وبطرق غير شرعية.
أبداً، لا من داخل ليبيا ولا من خارجها، كل ما تراه يندرج تحت موقع Sergiwa.com هو نتاج الجهد الخاص والشخصي للعبد الفقير إلى الله.
كثيرة هي الشركات والعروض التي تقاطرت علي، وهي في مجملها شركات عالمية وأغلبها تريد استغلال شهرة برامجي وموقعي لتسويق برامجها من خلالها أو للتعاقد معي حول وكالة منتجاتهم في ليبيا أو تريد التعاقد على بيع برامجي مع أخذ نسبة من الأرباح. هنالك من الشركات العالمية ما واجهت مشاكل إدارية ومالية وعرض أصحابها علي شراء شركتهم بالكامل وضمها إلى شركة سرقيوة وطلبوا مبالغ خيالية ظناً منهم أنني صاحب ملايين فقط لأنهم لاحظوا أن برامجي تم تحميلها ملايين المرات. أما شراء برامجي فلم يسبق أن عرض علي أحد ذلك، بل الذي يحدث هو أن شركات الحماية الكبرى وحالما يصدر لي برنامج جديد يقلبونه بين أيديهم ويحللونه فيأخذون منه ما يريدون من أفكار جديدة ويضيفونها إلى برامجهم ويرمون به عرض الحائط بدون أن يكون لي أي قدرة على الاعتراض بسبب غياب قوانين حماية الملكية الفكرية في بلادنا والذي ينتج عنه أن أفكارنا تقع فريسة للنهب بدون أن يدافع عنا أحد.
قصتي مع الصهاينة هي قصة يطول سردها ولا أجد متسعاً هنا لذكرها ولكنها في مجملها قصة نشرتها صحيفة قورينا في عددها الصادر بتاريخ 21-9-2008 ونشرت كذلك في كثير من المواقع العربية وتحكي قصة مبرمج مسلم عربي ليبي يتبع مع الصهاينة أسلوباً في الجهاد الإلكتروني قل نظيره.
الحقيقة أن الإسرائيلين ما زالوا حتى يومنا هذا يدخلون موقعي ويستخدمون بل ويشترون برامجي، ولكن ما حدث مؤخراً أن شركة إسرائيلية ومقرها تل أبيب طلبت أن تتعاقد معي على بيع برامجي مقابل أن أعطيها نسبة من الأرباح، وقد وصلتني رسالتهم إبان الهجوم على غزة الأخير فلم أتمالك نفسي من الغيظ وكنت أهم بالرد برسالة تحمل كل الكلمات التي يمكن أن يحويها قاموس البذاءة ولكني آثرت أن أتجاهل الرسالة بالكامل، وقد أدهشني فعلاً أن يراسلني هؤلاء في حين أنهم يعلمون أنني عربي مسلم ويتخيلون أنني من الممكن أن أقبل بذلك وأنا أرى جنودهم يشردون بأخوتي صباح مساء، يومها اتضح لي أن هؤلاء القوم هم فعلاً ليس لديهم إحساس البشر ولا يقيمون لأواصر الأخوة والدين أي اعتبار فمجرد كوني ليبي يبدو أنه يعني لديهم أن فلسطين لا تهمني فتدبر في ذلك رعاك الله.
نعم، قبل أن أنشئ ذلك القسم في المنتدى كنت قبلها قد أنشأت مدونة في موقع مكتوب بنفس الإسم : “خربشات مبرمج عربي” ولكني لم أكتب فيها شيء، وآثرت أن أضع كل ما أكتب في موقعي الخاص فأنا لم أشتر منتدى IPB لأتركه وأكتب في مدونة مجانية. هذا القسم ضمن المنتدى يمكنك اعتباره مدونتي ولا شك أنك لاحظت أنني الوحيد الذي يكتب فيه بالرغم من أنني أنشأته لكل مبرمج يريد أن يكتب حول أي موضوع يهمه.
نعم، أنا على يقين كامل بأنني أخذت حقي، فلسفتي نابعة من ديننا الحنيف، وهي أن الحق لا يضيعه الله أبدا، وأنا في تجارة مع الله، وهي تجارة رابحة، فإن المستخدم إذا استخدم برامجي المجانية ودعا لي بالخير فانا أربح دعاءه لي، وإن اشترى برامجي المدفوعة فأنا أربح ماله، وإن سرق برامجي المدفوعة بالكراك والسيريال والكيجن وغيرها من أساليب القرصنة واستخدمها بدون رضى من نفسي فأنا أربح حسناته أو أحمله أوزاري لأنه سيكون خصيمي يوم القيامة، ولا يعتد بالقول أن المستخدمين العرب لا يجدون الوسيلة للدفع نظراً لغياب طرق الدفع الإلكتروني لدى معظمهم لأني أصرح في موقعي بعدم اللجوء إلى سرقة برامجي فكل من لا يجد ثمن البرنامج أو الوسيلة لإيصال ثمنه إلي ما عليه إلا أن يراسلني وأنا أعطيه نسخة مرخصة من البرنامج كهدية، من أجل ذلك أنام قرير العين ولا يخامرني شك في أنني رابح في كل الأحوال.
من يرى تعدد وسائل الاتصال بالإنترنت اليوم في ليبيا ويقارن بما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات لا بد وأن يندهش للتطور الحاصل، قبل عشر سنوات لم يكن هناك إلا مزود خدمة إنترنت واحد وهو الشركة العامة للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية ولم تكن الخدمة آنذاك تستحق حتى التسمية، أما اليوم فكل وسائل الاتصال متاحة وبجودة عالية والتنافس على أشده في على إرضاء المستخدم وهو أمر يستحق فعلاً الإشادة به.
على صعيد القطاع العام، لابد من الإشادة بمواقع مثل موقع اللجنة الشعبية العامة وفروعها، فقد شكلت هذه المواقع نقلة نوعية وغرست البذرة نحو “الحكومة الإليكترونية” القادمة لا محالة، أما على صعيد القطاع الخاص فما يزال غياب سبل التجارة الإليكترونية العائق الأوحد والعقبة الكأداء في سبيل الوصول إلى الاستفادة من عالم الإنترنت الاستفادة الأمثل. أما على صعيد المجهودات الفردية، فلدي كلمة أقولها: حتى يأتي اليوم الذي تخلوا فيه مواقع الأفراد من الأغاني والفيدو كليب والدردشة وغيرها من المهازل لا أستطيع أن أضم هذه الشريحة إلى رصيد البلاد الإلكتروني الذي يصب في سبيل تطورها.
كما أشرت سالفاً، غياب المشاريع الليبية التجارية الخاصة ذات القيمة على الإنترنت راجع لغياب البنية التحتية للتجارة الإلكترونية، وغياب قوانين حماية الملكية الفكرية في المجال الرقمي، وكذلك عدم وجود وعي لدى الشباب بأن الإنترنت ليست وسيلة للترفيه بل هي سوق ضخمة لو استغلت أحسن استغلال فإنها ستكون من أكبر موارد الدخل وستبعد عنهم شبح البطالة بل وحتى شبح انتظار المرتب بعد المرتب.
نعم أنا عضو بالجمعية الليبية لقانون الإنترنت، بل من الأعضاء المؤسسين. أسست هذه الجمعية منذ حوالي أربع سنوات وهي تضم عدداً من القانونيين الكبار ورجال الأعمال والمحاسبين والمبرمجين والمهندسين الليبيين وغيرهم ممن لديهم اهتمام بهذا المجال، هدف الجمعية كان ومن الأساس هو توعية أعضائها كل حسب مجاله بتعلق هذا المجال بالقانون بحيث لا يترك فريسة سهلة للنصب والاحتيال ضمن عالم الإنترنت المترامي الأطراف، مع السعي إلى حث المشرعين إلى سن قوانين خاصة بالإنترنت تحمي المشتغلين في هذا المجال وتحفظ حقوقهم. هناك تعاون وثيق بين الجمعية الليبية لقانون الإنترنت ومؤسسة وليدة أخرى هي الأكاديمية الدولية للتجارة الإلكترونية والتي تربطني علاقة شخصية بمؤسسيها أيضاً من خلال المؤتمرات التي يتم عقدها ليس في ليبيا فقط بل في أغلب الدول العربية. هذه المؤسسات دورها أكاديمي توعوي وليس لديها سلطة التشريع وأتمنى أن نحصد ثمار الجهود المبذولة ونصل يوماً ما إلى سن مثل هذه التشريعات.
بل أنا من يشكرك على دعوتك ويتشرف بالحديث معك، حين وصلتني دعوتك الكريمة سيد هيثم وفيها رابط مدونتك وقفت عندها مطولاً فلم أجد فيها إلا الرقي والذوق الرفيع، أسلوبك في عرض أفكارك هو أسلوب أديب قلما تجده في المدونات، كما أن حكمتك التي يغلفها تعبيرك عنها لا يخفى على كل ذي عقل برغم حداثة سنك ولو كان كل مستخدمي الإنترنت وأصحاب المواقع والمدونات مثلك لتغير حالنا إلى النقيض.
ليس لدي من نصيحة سوى أن أستبق الأحداث فأشدد عليك بأن تستمر على نفس المنوال الذي تتبعه الآن، بألا تجعل في مدونتك مكاناً لأي هزل، فإن كنت مازحاً فلا تقل إلا الحق، أحرص أخي رعاك الله على أن تكون مدونتك خالية من كل المهازل، لا أغاني لا فيديو كليب لا فضائح لا دردشات تافهة ومغازلات رخيصة ولا قرصنة برمجيات أو تحريض على القرصنة، لتكن مدونتك كما هي الآن ودائماً ملتقىً للرقي والأدب. وفقك الله إلى ما يحب ويرضى إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أسأل الله العظيم أن يرزقك خيري الدنيا والاخرة
ردحذفآمين أجمعين ولك بالمثل ولسائر المسلمين أخي الحبيب.
حذف