سأحكي لكم
اليوم قصة عجيبة تختلط فيها التقنية الحديثة بالسحر والشعوذة وقصص ألف ليلة وليلة.
هي قصة عجيبة عن تشابه عجيب غريب بين شيئين للوهلة الأولى يبدوان مختلفين عن
بعضهما تمام الاختلاف، فكل منهما من عالم مختلف عن الآخر، بل معاكس له أشد
المعاكسة، لكن إذا دققت النظر فيهما، وجدتهما متشابهين بل متطابقين لحد بعيد.
كلنا سمع أو
قرأ قصة علاء الدين والمصباح السحري. نعم، القصة أشهر من أن أعيد ذكر تفاصيلها هنا
حتى على سبيل التذكير فكلنا يعرفها. ما يهمنا فيها هو المصباح السحري، ذلك المصباح
العجيب الذي تفركه بيدك فيخرج لك المارد ليلبّي لك كل طلباتك. سنأخذ هذا المصباح
ونقارنه باختراع حديث نستخدمه كل يوم. اختراع لا يمت لقصص ألف ليلة وليلة الخرافية
بصلة. اختراع أثبت أن الإنسان تجاوز عصر الخرافات
والحكايات بملايين الأميال وأصبح يتربع على قمة العلم. إنه
الموبايل. ذلك الجهاز الحديث الذي نستخدمه يومياً للاتصال والتصفح والشراء واللعب
وحتى التجارة.
سأدخل مباشرة
في المقارنة وسرد أوجه الشبه بين المصباح السحري وبين الموبايل:
1. المصباح
السحري لا يختلف حجماً ولا وزناً عن الموبايل.
2. المصباح
السحري هو في الأصل مصباح يضيء، والموبايل كذلك له مصباح يضيء.
3. المصباح
السحري مصنوع من معدن خسيس قديم. وكذلك الموبايل مصنوع من معدن رخيص وبلاستيك.
4. حين طلب
الساحر من علاء الدين الدخول للكهف وإحضار المصباح قال له أنه سيجد مصباحاً قديماً
يعلوه الغبار ويبدو مختلفاً عن كل ما يحيط به من ذهب ومجوهرات ثمينة، ومع ذلك فهو
أهم من هذه الكنوز كلها. والموبايل كذلك مصنوع من معدن رخيص عادي أو بلاستيك يبدو
تافهاً جداً إذا وضعته بين الذهب والمجوهرات، ومع ذلك، إذا استطعت أن تتقن
استخدامه وبرمجته واغتنام الفرص عليه يمكنه أن يحقق لك أموالاً ضخمة ويفتح لك كنز
علاء الدين.
5. كان الكهف مليئاً بالأشجار التي تحمل ثماراً تبدو جميلة ورائعة وخلابة ولذيذة، ولكنها في الحقيقة ثمار مزيفة، مجرد نسخ مقلدة عن الأصل. هذه هي التقنية الحديثة، كل ما تعطيه لك هو مجرد نسخ مزيفة لا روح فيها. الموبايل يوفر لك التواصل مع الأهل والأصدقاء، ولكنه تواصل مزيف يضر أكثر مما ينفع، مكيف الهواء يعطيك برودة الشتاء، ولكنها برودة مصطنعة شاذة تسبب لك الأمراض، التلفزيون يعطيك متعة مشاهدة البرامج المضحكة، ولكنه ضحك مزيف لا يقارن بضحكة صادقة تحت شجرة مع رفيق الدرب. وهكذا...
6. لماذا لم
يستطع الساحر أن يدخل الكهف ويحصل على المصباح بنفسه؟ لماذا أخذ معه علاء الدين
ليستخرج المصباح من الكهف؟ الجواب: لأن المصباح مرصود باسم علاء الدين. أي لا يمكن
أن يستخرجه ويستخدمه إلا شاب معين ومحدد اسمه علاء الدين وصفاته كذا وكذا. كذلك
الموبايل، لا يمكن لأحد استخدامه سوى صاحبه الذي "يرصده" بكلمة سر أو
نمط أو بصمة أو حتى صورة لملامح وجهه.
7. المصباح
السحري تفركه بيدك فيلبّي لك المارد (الجني) طلباتك. وكذلك الموبايل تفركه بيدك
فيلبي لك المارد (التقنية) طلباتك. يمكنك أن تطلب من مارد المصباح أن يأتي لك
بمائدة شهية أو أن يحملك إلى مدينة أخرى. وكذلك يمكنك أن تطلب من مارد الموبايل أن
يأتي لك بمائدة شهية أو أن يحملك إلى مدينة أخرى. الأولى مجرد أمنية يحققها لك
بطريقة (سحرية) وأنت جالس في مكانك. والثانية كذلك مجرد أمنية يحققها لك بطريقة
(تقنية) وأنت جالس في مكانك. تدخل بالموبايل على موقع المطعم وتطلب طلبك مع
الديليفيري وتدفع بخدمة الدفع الإلكتروني فتأتيك المائدة الشهية إلى باب بيتك.
كذلك تتصفح موقع شركة الخطوط الجوية وتحجز التذكرة وتدفع بخدمة الدفع الالكتروني
وتتصل بخدمة التوصيل لتأتيك سيارة الأجرة حتى باب بيتك لتوصلك إلى المطار ومن هناك
تحملك الطائرة إلى مدينة أخرى.
قد يقول قائل
هنا أن هناك فرق. مارد المصباح يحقق لك أمانيك مجاناً، أما مارد الموبايل فيحققها
لك نظير مال تدفعه. أقول: هذا المال الذي تدفعه لقاء تحقيق أمانيك يمكن لمارد
الموبايل أن يقدمه لك مسبقاً بمجرد لمسات قليلة على شاشته. فأنت إذا استطعت أن
تتقن استخدام الموبايل وبرمجته وتطوير البرامج عليه واستغلال فرص الكسب
اللامتناهية من خلاله يمكنه أن يحقق لك أموالاً ضخمة في وقت قصير. هذه الأموال هي
التي تستخدمها لتحقيق أمانيك الأخرى عبر الموبايل. إذن فهو في المحصلة لا يختلف عن
مارد المصباح في تحقيق الأماني.
8. مارد
المصباح كما نعرف هو مخلوق هائل جبار له قدرات خارقة، يطير بسرعة فائقة ويقرب
البعيد ويسهل الصعب ويحقق الأماني في لمحة عين، ومع ذلك فهو عبد ذليل خاضع لمالك
المصباح الذي يفركه وليس له سوى السمع والطاعة وتنفيذ أوامره بكل اسستلام. إذا
فكرت في مارد الموبايل (التقنية) ستجد أن التقنية (المعالج، الذاكرة، نظام
التشغيل، الإنترنت، الاتصالات) أيضاً هي "مردة" هائلة لها قدرات خارقة،
وتعمل بسرعات فائقة وتقرب البعيد وتسهل الصعب وتحقق الأماني، ولكن أيضاً لا حيلة
لها تجاه مالك الموبايل سوى السمع والطاعة وتنفيذ أوامره حرفياً بكل خضوع واستسلام
كالعبد الذليل.
هذا التشابه
العجيب والغريب لا يمكن أن يكون من باب الصدفة أبداً. هناك رابط ولا شك. فكرة
المصباح السحري وفكرة الموبايل لابد وأنا تكونا قد خرجتا من عقل واحد. عقل خلاق
حاذق ملهم. ولكن من هو هذا الملهم؟ دعنا نبدأ سلسلة الاحتمالات.
أول الاحتمالات
هو أن نفترض أن الذي أوحى لمؤلف قصص ألف ليلة بفكرة المصباح السحري كان يعرف أن
الإنسان بعد مئات السنين سوف يخترع الموبايل، فاستلهم من فكرة الموبايل قصة المصباح
السحري وأوحاها لمؤلف تلك القصة بحسب عقليته في ذلك الزمان كي يستطيع فهمها. لكن
كيف يمكن لمخلوق أن يعرف ما سيحدث في المستقبل؟ لا يوجد مخلوق على وجه الإطلاق يمكن
له أن يعلم الغيب ويتنبأ بالمستقبل بهذا الشكل الدقيق.
سننتقل إذن إلى
الاحتمال الثاني، وهو أن الشخص الذي أوحى لمؤلف قصص ألف ليلة وليلة بفكرة المصباح
السحري هو نفسه الذي أوحى لمخترع الموبايل بعد مئات السنين بفكرة الموبايل. ولكن
هذا مستحيل أيضاً، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض يمكن له أن يعيش مئات السنين بحيث
يتواجد في عصور مختلفة ومتباعدة.
إذن، وبناء على
ما سبق، نستنتج أن هذا الملهم ليس إنساناً قطعاً.
لنبحث إذن في
ماهية هذا الشخص الملهم، ولنناقش الاحتمالات:
هل هذا الملهم
هو الله سبحانه؟ بالنظر إلى أنه عز وجل هو الملهم لكل البشر عبر كل العصور؟ لا،
هذا خطأ. قصة المصباح السحري تعج بالسحر والشعوذة والمردة والعفاريت، كما أنها قصة
مليئة بالكسل والخمول والتوسل بالجن وطلب العون منهم والاعتماد عليهم في قضاء
الحوائج، وهذه عقائد منحرفة لا تتماشى والوحي الإلهي الذي إنما أنزله الله ليبين للناس
طريق الحق ويعلمهم التوكل على الله وحده والسعي والعمل لدنياهم وأخراهم.
إذن ننتقل إلى
الاحتمال التالي: هل هذا الشخص الملهم هو ملاك من الملائكة؟ كلا طبعاً، الملائكة
مخلوقات مكرمة مطهرة لا علاقة لها بالسحر ولا بالشعوذة، وهي لا تعصي الله أبداً،
ولا يمكن أن تكون هي من أوحى للإنسان في غابر العصور بتلك القصص طالما أن الله
سبحانه لم يأمرها بذلك.
لا يتبقى
أمامنا سوى احتمال واحد أخير. لقد حددنا عبر الاحتمالات السابقة مواصفات الشخص
الذي نبحث عنه، ولهذا فمعرفة شخصيته أصبحت سهلة. الشخص الذي نبحث عنه يتميز
بالصفات الآتية:
هو طبعاً مخلوق
من مخلوقات الله.
هو مخلوق لا
يعلم الغيب بالطبع.
هو مخلوق عمره
طويل مديد بحيث يتواجد في مختلف العصور.
هو مخلوق من
صميم عمله أن يوحي لبني آدم بكثير من الأفكار. وهذه الأفكار لا تتماشى بل هي
معاكسة للوحي الإلهي.
هو مخلوق يسعى
دائماً إلى صرف الناس عن اتباع الوحي الإلهي ويلهيهم بالقصص والحكايات.
هو مخلوق يعلّم
الناس الكسل والخمول وترك العمل ويمنيهم بالثروة وهم جالسين في مقاعدهم.
هو مخلوق يرتبط
اسمه بالسحر والشعوذة والمردة والعفاريت.
فمن هو يا ترى؟
طبعاً هو الشيطان.
ليس هناك مخلوق تجتمع فيه كل هذه الصفات سواه.
الآن وقد عرفنا
أن الشيطان هو الذي أوحى للبشر بفكرة المصباح السحري. وعرفنا أنه هو نفسه الذي
ألهم البشر صناعة الموبايل. إذن نخلص إلى نتيجة حتمية بديهية وهي أن الموبايل هو
اختراع شيطاني، وما دام هو كذلك فهو ولا شك صنع للإضرار بالبشر وليس لخدمتهم وتسهيل
حياتهم. فالشيطان عدو لدود لآدم، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يوحي لذرية عدوه اللدود
بأفكار مفيدة وفيها الخير لهم، فتاريخه الطويل مع آدم وذريته يشهد أن كل ما أوحاه
لهم منذ أول يوم عرفهم فيه هو الشر ولا شيء غير الشر. وهذا لا ينحصر في الموبايل
وحده، بل يسري على كل الاختراعات التقنية الحديثة التي ظهرت فيما يسمى بما بعد عصر
الفضاء. ولكي يتضح ذلك أكثر، يكفي أن أعرفكم على بعض الشخصيات البارزة في هذا
المجال.
جاك بارسونز، الأب
الروحي لعصر الفضاء، الرجل الذي اخترع الوقود الصاروخي الذي مكّن البشر من اختراق
طبقة الستراتوسفير والصعود إلى القمر والكواكب، والذي لولاه لما كان للأقمار
الإصطناعية وما ترتب عليها من ثورة في عالم الاتصالات والإنترنت والموبايل أي
وجود. هذا الرجل كان من عبدة الشيطان، وكان يعلن ذلك صراحة بلا خجل أو حياء. في
دفتر مذكراته التي كتبها عام 1948، كتب جاك بارسونز أنه رأى حلماً رأى فيه شخصاً
يدعى: "بالريون المسيح الدجال" يقول له: أحسنت، استمر، أنت تساعدني!
فرانسيس بيكون،
الفيلسوف الإنجليزي الشهير، مؤسس وقائد الثورة العلمية في بريطانيا وصاحب الفلسفة
الجديدة القائمة على "الملاحظة والتجريب" خلافاً لفلسفة أرسطو القديمة
القائمة على القياس، تلك الثورة التي ترتب عليها قيام عصر النهضة الصناعية في
أوروبا . هذا الرجل كان يقرأ كتب السحر الأسود، بل وكان يكتب عن قوة السحر وعلاقته
بالتقنية الحديثة وله كتاب اسمه: قوة التقنية ظهر فيه تأثره الواضح بالسحر
والشياطين.
آرثر سي كلارك،
صاحب رواية أوديسا الفضاء 2001. المخترع البرياطني الشهير الذي تنبأ في مقابلة له
مع قناة بي بي سي البريطانية عام 1961 باختراع الإنترنت والموبايل والرسائل النصية
وقال أنه بقدوم عام 2000 سيكون هناك أجهزة يحملها الناس في أيديهم ويتكلمون عبرها
ببعضهم ويرسلون بها الرسائل لبعضهم. من أبرز ما قاله هذا الرجل هو أن التقنية
الحديثة لن تبلغ أقصى مجدها وازدهارها حتى يصبح تمييزها عن السحر الشيطاني أمراً غير
ممكن!
أخيراً. ما هي
الحكمة من هذا الكلام؟
لو قال هذا
الكلام شخص آخر غير العبد الفقير إلى الله، لربما اتهمه الناس بالجهل والتخلف
ومعاداة الحضارة والاختراعات الحديثة، لكن وحيث أن الكثير يعرفونني ويعرفون أني مبرمج
كمبيوتر غارق من قمة رأسي إلى أخمص قدمي في عالم الكمبيوتر والموبايل والتقنية فلا
أظن أن أحداً يمكن له أن يتهمني أنا بالذات بالتخلف ومعاداة الحضارة والاختراعات
الحديثة. ولكن الحكمة تؤخذ من أهلها، فلاني أعرف الناس بالتقنية فأنا أقول عنها ما
أقول من واقع خبرة، ولا ينبئك مثل خبير. هؤلاء اليابانيون تخلوا كلياً عن صناعة
البنادق، لماذا؟ السبب هو أنهم اكتشفوا أنه من المقزز أن يستغرق الرجل ثلاثين
عاماً ليتعلم استخدام سيف الساموراي بمهارة بحيث يستطيع القتال به لساعات طويلة ويصرع
به عشرات الرجال لوحده ثم يأتي أحمق يحمل بندقية فيقتله في ثانية واحدة. لقد
اعتبروا هذا قمة الظلم المخزي، ولهذا تخلوا كلياً عن صناعة البنادق رغم أنهم كانوا
أكثر البشر مهارة ومعرفة بصناعة البنادق.
هل يعني هذا
أني سأترك التقنية التي عشت حياتي كلها غارقاً فيها؟ كلا طبعاً، لم يعد هذا ممكناً
الآن، على الأقل بالنسبة لي أنا، لقد حاولت كثيراً ترك المدينة والهجرة إلى الريف
والعيش في مزرعة هادئة مع أسرتي الصغيرة بعيداً عن صخب التقنية العصرية، ولكن حال بيني وبين مرادي
ظروف قاهرة. ولهذا فلم يعد أمامي الآن سوى تقديم نصيحتي لغيري ممن لازال يظن أن
التقنية الحديثة نعمة من الله سبحانه وليست وحياً شيطانياً. ولهذا فإليكم نصيحتي:
علينا أن نبتعد
عن التقنية الحديثة بقدر الإمكان وأن نعود إلى الحياة الفطرية النظيفة، الحياة
التي تخلو من كل مظاهر الإبهار والدجل والزيف والكسل. فإن وجدنا أنفسنا مجبرين على
العيش في عالم تحيط بنا فيه هذه الاختراعات من كل مكان، فيجب أن يكون تعاملنا معها
بحذر شديد وفي أضيق الحدود وعند الحاجة الملحة فقط. علينا أن نبتعد عن هذه
الاختراعات التي أصبحت تغتال أغلب أوقاتنا وتلهينا عن التواصل مع أهلنا وأبنائنا
وإخواننا وأصحابنا وذوي رحمنا بالطريقة الفطرية الصحيحة لا عبر أجهزة باردة جامدة.
علينا أن نبتعد عن هذه الاختراعات التي أصبحت تعلمنا الخمول والكسل وتعطيل عقولنا والاعتماد
على قوقل ليفكر بالنيابة عنا وترك الرياضة وترك اللعب في الهواء الطلق وترك
الانخراط في الحياة الاجتماعية الواقعية والتقوقع داخل سجن مواقع التواصل
الاجتماعي. علينا أن نبتعد عن هذه الاختراعات التي أصبحت تدخل علينا ونحن في فراش
نومنا وتحت أغطيتنا أطناناً من الأفكار الهدامة والمعتقدات المنحرفة والمشاهد
الفاحشة والتي لولاها لما وجدت سبيلاً إلينا. علينا أن نبتعد عن هذه الاختراعات التي
أصبحنا نصدقها أكثر مما نصدق حواسنا ونرى العالم من خلالها فتصوره لنا عالماً آخر
مزيف ومفبرك بسبب تقدم التقنية المرعب في فبركة الصورة والصوت والفيديو فتدخلنا في
فتن وصراعات لا نهاية لها. علينا أن نبتعد عن هذه الاختراعات التي أصبحت تلهينا عن
ذكر الله وفعل الخيرات وتجعلنا نؤخر الصلاة عن وقتها ونجلس بالساعات أمامها بلا
حراك حتى تتيبس عظامنا وتنخر الأمراض المزمنة أجسادناً. علينا أن نكون واثقين أن
الشيطان إنما ألهم الناس صنعها ليس لخدمتهم وتسهيل حياتهم كما يبدو لمن يرى بعين
واحدة، بل لصرفهم عن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها في حياتهم ومعيشتهم
وتعاملهم مع بعضهم ومع خالقهم، وبالتالي صرفهم عن الهدف الأساسي والوحيد الذي
خلقهم من أجله وهو: عبادة ربهم سبحانه حتى يلقونه. قال الله تعالى:
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)" -
سورة الذاريات.
ملاحظة: أمضيت
ثلاث ساعات في كتابة وتنقيح هذه التدوينة. بقي عشر دقائق على أذان
العصر وأنا لم أصل الظهر بعد. سأتوقف الآن عن استخدام هذه الاختراع الحديث
"النافع" وسأصلي صلاة الظهر قبل أن تفوتني!